عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
احذر من التفائل !
احذر من التفائل !
يخشى ستيف ألا تكون الصورة فقطهي التي سيتم استبدالها.كان أبوه دائماً يحذره من التفاؤل أكثر مما ينبغي، بغض النظر عما كان يعنيه بهذا.تأمل ستيف: "ربما أنه كان يحاول حمايتي من لحظات مثل هذه".
قاطع ديف البولدوج حلم اليقظة الذي كان ستيف مستغرقاً فيه وقال له:"ستيف، أريدك في كلمة في مكتبي".كان ستيف على وشك أن يجلس في المقعد المقابل لديف عندما طلب منه ديفأن يغلق الباب وراءه. هذا الكلام يأتي من الرجل الذي يقول للعاملين معه كلصباح: "بابي مفتوح على الدوام".
تصحيح الوضع !
بدأ البولدوج كلامه قائلاً: "هذه هي أرقام مبيعاتك في الربع الأخير. كلانايعرف أنها غير مقبولة، ولكن أحدنا فقط هو الذي يتعين عليه أن يتخذ بعضالقرارات من أجل تصحيح الوضع".نظر ستيف إلى الرسومات البيانية الموجودة أمامه ثم نظر في عيني ديفمباشرة.
ولكن ديف استمر في النظر إلى الأوراق التي كان يمسكها بين يديه.استمر ديف: "في هذه الشركة، نُكافأ عندما نحقق نتائج جيدة، ولكننا فيالوقت نفسه يجب أن نتحمل عواقب الأداء السيئ".بدأ ستيف كلامه: "انتظر لحظة من فضلك، لا يمكن أن تلقي باللوم كله عليّ لماحدث في الفترة الأخيرة".نبح البولدوج فيه قائلاً: "فمن غيرك يجب أن ألومه؟".
تردد ستيف.أصر ديف على سؤاله: "ها؟". مرةأخرى، يواجه ستيف نفس المأزق. إذا جادل ودافع عن نفسه، فسوفيزداد هجوم ديف شراسة. وإذا سكت، فمعنى هذا أنه يوافق على الكلام،وسيستعين عليه أن يواجه المصير الذي اختاره له رئيسه، دون مقاومة.رد ستيف بسرعة: "لا أعتقد أنك تساعدني أو تدعمني بأسلوبك هذا".زمجر ديف: "ما الذي تقصده بهذا؟".قال ستيف، ببعض الغضب: "حسناً، أنا في حاجة إلى بعض التشجيع، بدلاًمن هجومك الدائم عليّ".
الانفجار الضخم
أحمر وجه البولدوج، وأكدت لحظة التردد التي اعتلت وجهه لستيف أنالانفجار الضخم صار وشيكاً لا محالة.انفجر ديف: "لم أكن أدري أن وظيفتي هي مساعدتك على تغيير حفاضاتكبالإضافة إلى دفع المرتب المتضخم الذي تتقاضاه من الشركة. تمالك نفسكولا تكن مثيراً للشفقة هكذا. هناك صفوف من الناس يصطفون للحصول علىوظيفتك في هذه الشركة وحدها، ناهيك عن عشرات الخطابات التي أتلقاها منأشخاص خارج الشركة كل شهر. حسّن أداءك أو ارحل عن الشركة!".حملق ستيف في وجه ديف ثم أمسك بحقيبته وخبط الباب خلفه في طريقخروجه من الغرفة.
بعد 20 دقيقة من هذا الموقف، كان ستيف في الحانة يشرب كأسه الثانية. لما انتهى من هذه الكأس طلب أخريحاولت النادلة أن تتجاذب معه أطراف الحديث ولكنها انزعجت من ردودهالمقتضية لذلك تركته لحاله.كانت آخر مواجهة له مع ديف لا تزال تتردد في رأسه عندما غادر الحانة واتجه إلى ساحة انتظار السيارات. جلس ستيف خلف عجلات القيادة في سيارته المونديو، استعداداً للدخول إلىالطريق السريع المزدحم، ولكنه رأى الجدار الضخم للمصنع المواجه للحانة مباشرة.
فكّرستيف كم ستبلغ سرعته إذا انطلق بأقصى سرعة في اتجاه هذا الحائطمباشرة: ربما 80 أو 100 كيلومتر في الساعة؟هل ستكون هذه السرعة كافية لقتله، أم ستتركه مصاباً بإصابات خطيرة فقط.نيكي ولين سيكونان علىما يرام، فقد قام بالتأمين على نفسه بشكل كامل,هكذا قال ستيف لنفسه.وربما أنه لن يشعر بأي شيء، ولكن جميع مشاكله ستُحل.بدأ ستيف يضغط على دواسة البنزين بشدة حتى أطقت السيارة سحباً من العادم إلى ساحة الانتظار.ثم أمسك بمقود السيارة بقوة وضغط على دواسة البنزين حتى لامست أرضيةالسيارة واتجه نحو الحائط مباشرة.استدار بسيارته بعنف بعيداً عن الحائط في اتجاه الطريق المزدحم عندماومضت صورة نيكي في مخيلته.
المفضلات