تبذل الأمهات أقصى ما عندها ليكون طفلها سعيداً وصحيحاً من الناحية النفسية، لذا، تقرأ العديد من الكتب بحثاً عن الطريقة المثالية لتربية الطفل، كما أنها قد تلجأ للأهل والأقارب والأصدقاء طلباً للنصيحة ولكنها مع كل تلك الأمور فإنها قد لا تنجح في التعامل مع الطفل بسبب انطوائيته.وينبغي على كل أم أن تدرك أن هناك فرقا بين كون طفلها خجولاً وانطوائياً، فالطفل الانطوائي قد لا يحبذ اللعب مع الأطفال الآخرين، وقد يفضل الطفل قضاء الوقت بمفرده للقراءة. ومن خلال البحث والآراء المختلفة قد تساعد الأم طفلها في أن يتغير بعض الشيء ولكنها في الحقيقة لن تغير من طبيعته الانطوائية.وعلى الأم معرفة المقصود بأن يكون الطفل انطوائياً، لأن هذا الأمر سيساعد الأم كثيرا في التوصل للطريقة الصالحة أو المناسبة للتعامل مع طفلها الانطوائي. وعليها أن تتعرف على العادات التي قد تميز الطفل الانطوائي لكي تطمئن أن ظهور تلك العادات عند طفلها أمر طبيعي وليس مدعاة للقلق. وعلى سبيل المثال يجب على الأم ألا تضخم من الأمور إذا كان طفلها يفضل قضاء الوقت بمفرده في غرفته ففي كثير من الأحيان قد يكون هذا الأمر طبيعياً مع الوضع في الاعتبار أن الطفل الانطوائي قد يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره.وشدّدت الأبحاث على الأم أن تجعل طفلها يشعر أنكِ سعيدة بشخصيته وتقدرينها والعلم بأن الطفل الانطوائي يكون طيباً ومفكراً وصحبته جيدة ولكن كل تلك الأمور ستظهر إذا كان الطفل في محيط يشعر بالراحة فيه أم لا. إذا كانت الأم نفسها انطوائية بعض الشيء وتشعر بعدم الثقة بالنفس فعليها أن تستشير طبيبا نفسيا، مع الوضع في الاعتبار أن تلك الخطوة لن تكون جيدة فقط بالنسبة لها ولكن بالنسبة لطفلها أيضا لأن الطفل بتلك الطريقة لن يتأثر بسلبية الأم أو عدم ثقتها بنفسها.وفي حال كان طفلكِ قلقاً من الإقدام على أي تجربة جديدة أو متخوف من التعرف على أصدقاء جدد، فيجب أن تسيري معه بطريقة تدريجية، مع الوضع في الاعتبار أنه يجب عليكِ أن تحترمي الحدود التي يضعها طفلكِ الانطوائي لنفسه حتى لو بدت بالنسبة لكِ حادة أو متطرفة.وإذا كان طفلكِ مثلا يخاف الاقتراب من البحر فعليكِ أن تجعليه يطمئن إلى حقيقة وهي أن مشاعره طبيعية، وعندما يقدم طفلكِ على خطوة ما لم يكن ليقدم عليها من الناحية الاجتماعية فيجب عليكِ أن تقومي بالثناء على مجهوده.أما إذا كان طفلكِ يتسم بالخجل فلا تجعليه يشعر أن لقب الخجل قد التصق به لأن الطفل بتلك الطريقة سيشعر أن الخجل صفة لن يتمكن من التخلص منها أبدا، وفي حال شعرتِ أن طبيعتكِ الاجتماعية لا تتماشى مع طبيعة طفلكِ الانطوائية فلا تظهري له هذا الأمر حتى لا تسببي له الإحباط. واطلبي من أصدقاء وأقارب الطفل الاجتماعيين أن يعطوه بعض الوقت ليتمكن من التعبير عما يريده ويمكنكِ أن تحاولي إشراك طفلكِ في الحوارات والنقاشات العائلية.الحرص على التحدث مع طفلكِ وفتح الحوارات معه بصفة منتظمة كل أسبوع على سبيل المثال ويمكن للأم أن تحاول طرح الأسئلة على طفلها الانطوائي لتشجيعه على التحدث عن المواضيع المختلفة التي قد تشغله مع الحرص على اختيار مواضيع تكون جاذبة للطفل ولافتة لانتباهه. تحدثي مع طفلكِ الانطوائي دائماً عن نقاط القوة عنده.