إيضاح المقدمة الآجرومية
لفضيلة الشيخ :
صالح بن محمد بن حسن الأسمري
حفظه الله
اعتنى به
متعب بن مسعود الجعيد
الحمد لله الذي رفع السماء بغير عماد ، وخفض الأرض وقدر فيها أقواتها لنفع العباد ، وثبَّتها بنصْب الرواسي والأوتاد ، وجَزَمَ بوحدانيته أهل البغي والإلحاد ، والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد ، وعلى آله وصحبه السالكين سبيل الرشاد ، وعلى من ورد مشرعهم ، وترسّم خطاهم إِلى يوم المعاد . أما بعد … (فإن العلم فخرٌ يبقى على مرور الأحقاب ، وذكرٌ يتوارثه الأعقاب بعد الأعقاب ، وأول المجد وآخره ، وباطن الشرف وظاهره ، به يُترقى على كل المراتب ، وبه يتوصل إِلى المآرب والمطالب ، وهو الأربح مرعاه ، وهو الأرفع مسعاه ، يملأ العيون نوراً ، القلوب سروراً ، ويزيد الصدور انشراحاً ، ويفيد الأمور انفساحاً ، ، وهو الغُنْم الأكبر ، والحظ الأوفر ، والبغية العظمى ، والمنية الكبرى)( ) .
ألا وإن من أجلّ العلوم وأعظمها ، وأشرفها وأهمها : علم العربية إِذْ هي (خير اللغات والألسنة ، والإقبال على تفهمها من الديانة ؛ إِذْ هي أداة العلم ، ومفتاح التفقه في الدين)( ) .
كما أن (معرفتها ضرورية على أهل الشريعة ؛ إِذْ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة ، وهي بلغة العرب ، ونَقَلَتُها من الصحابة والتابعين عرب ، وشرحُ مشكلاتها من لغاتهم ، فلابد من معرفة العلوم المتعلِّقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة)( ) .
متن الآجرومية
ابن آجـروم
الإمام العامل، بحر العلوم أبو عبد الله محمد بن محمد بن آجروم الصنهاجي
محمد بن محمد بن داود الصنهاجي، أبو عبدالله. ولد في فاس سنة 672 هـ (1273 م) وتوفي فيها سنة 723 هـ ( 1323 م ).
نحوي اشتهر برسالته " الآجرومية" وقد شرحها كثيرون. وله " فرائد المعاني في شرح حرز الأماتي " مجلدان منه الأول والثاني لعلهما بخطـّه في خزانة الرباط ( 146 أوقاف ) " ويعرف بشرح الشاطبية . وله مصنفات أخرى وأراجيز.
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ( ج6 ص 62 ) : أبو عبدالله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي النحْـوي المشهور بابن آجــُّروم ( بفتح الهمزة الممدودة وضم الجيم والراء المشددة ) ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي. صاحب المقدمة المشهورة بالأجرومية.
قال ابن مكتوم في تذكرته : نحوي مقرئ له معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع، وله مصنفات وأراجيز. وقال غيره : المشهور بالبركة والصلاح، ويشهد لذلك عموم النفع بمقدمته.
المفضلات