التدريس باستراتيجية الاستقصــــــــــــــاء

[غالية نوام]

المملكة العربية السعودية
وزارة التربية والتعليم
الإدارة العامة للإشراف التربوي
مشروع تطوير استراتيجيات التدريس


التدريس باستراتيجية الاستقصــــــــــــــاء
حقيبة تدريبية للمشرفين التربويين


إعــــداد
الدكتور/ عبد الرؤوف عزمي

يعيش العالم في الوقت الراهن جملة من المستحدثات التقنية، والتغيرات المتلاحقة التي تؤثر على النظم التعليمية، وتحتم مثل هذه المستحدثات والتغيرات على المربين النظر إلى العملية التعليمية والتربوية كعملية دائمة التطور، حتى تواكب هذه العملية الحاجات التعليمية الضرورية لتمكين الفرد من التكيف مع بيئته، وما يستجد في تلك البيئة من تغيرات متلاحقة.

ويبدو أن التكيف مع مثل هذه المستجدات يستدعى تعلم مهارات جديدة، واستخدام استراتيجيات للتدريس تهتم بتدريب المتعلمين على مهارات تمكنهم من السعي الدؤوب للحصول على المعارف من مصادر متنوعة متى شعروا بالحاجة إلى تلك المعارف.

ومن هنا تكتسب شعارات مثل: "تعليم المتعلم كيف يتعلم"، و"تعليم المتعلم كيف يفكر"، و "تعليم المتعلم مهارات الاستقصاء" أهمية خاصة لأنها تحمل دلالات لها أهميتها في التعليم المعاصر من حيث تنمية التفكير، وإيجابية المتعلم.

والمتفحص لنتائج البحوث والدراسات التربوية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين الميلادي يلاحظ تأكيد هذه البحوث والدراسات على أهمية تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات جديدة في التدريس مثل: التعلم التعاوني، والتعليم بالاكتشاف، وحل المشكلات، ولعب الأدوار، والعصف الذهني، والاستقصاء، وهي استراتيجيات تؤكد على نشاط المتعلم، وسعيه للعمل مع الآخرين من أجل تحقيق أهداف تتعلق بنموه الشامل المتكامل.

ولعله من نافلة القول أن استخدام مثل هذه الاستراتيجيات التي تركز أثناء التدريس على نشاط المتعلم البدني والعقلي هو الوسيلة الملائمة لإعداد الطالب للحياة في هذا الخضم الهائل من التغيرات المحلية والعالمية.

ولا شك أن إيجاد المعلم القادر على تحقيق مثل هذه المهام يتطلب جهداً من قبل القائمين على إعداد المعلم وتدريبه، سواء قبل الخدمة أو في أثنائها.

وتأتي هذه الحقيبة التدريبية لتكون واحدة من الجهود المقصودة في إطار مشروع "تطوير استراتيجيات التدريس"، لتقدم العون اللازم للأخوة القائمين بتدريب المربين من الكوادر التربوية المختلفة لمساعدتهم على استخدام إحدى الاستراتيجيات المهمة في التدريس المعاصر، وهي "استراتيجية الاستقصاء"، وذلك من أجل إحداث تغيير نوعي في نشاطات عملية التدريس الصفي، وفي مخرجاته أيضاً.

وتشمل محتويات الحقيبة التي بين أيديكم الكريمة على إرشادات للإخوة المدربين، وأخرى للإخوة المتدربين، ونأمل أن تساعد هذه الإرشادات على تحقيق الاستفادة المرجوة من ممارسة أنشطتها.

كما تشتمل الحقيبة أيضاً على الأهداف التي يسعى التدريب إلى تحقيقها، والنشاطات التدريبية التي نعتقد أنها قد تسهم في تحقيق تلك الأهداف، بالإضافة إلى الاختبارات وأدوات التقويم الأخرى اللازمة لسير التدريب على نحو علمي جيد، أو لتقييم التدريب بمكوناته المختلفة سعياً لتطوير أدواته، وإجراءاته، ونتائجه.

ولا يفوتنا في نهاية هذه المقدمة أن نؤكد أن نجاح مشروع "تطوير استراتيجيات التدريس" إنما يتوقف على ما تبذلونه من جهد في التدريب، وفي العلم على استيعاب الميدان لهذه الاستراتيجيات، وأن ما ترجوه وزارة التربية والتعليم من تحقيق نقلة نوعية في التعليم مرهون بما ستقومون به من جهد لتحقيق أهداف المراحل المتتالية للمشروع.

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودنا جميعاً بالتوفيق، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو السميع المجيب.