مدخ لإدارةالتكلفةالإستراتيجية
لدعم القدرة التنافسية للشركات المساهمة السعودية
في ظل متغيرات النظام العالمي الجديد
د. صالح عبدالرحمن المحمود. د. محمود عبد الفتاح إبراهيم رزق
ملخص: يمثل التصدير القاطرة التي بحركتها تسير معظم الأنشطة بجميع القطاعات الا قتصادية لأي دولة ، وحيث أن غالبيةالدول النامية يعتمد اقتصادها على تصدير منتجًا واحدًا فقط ، فأن اقتصاد تلك الدول يتأثر بشكل حاد وسريع بأي متغيرات عالمية على أسعار هذا المنتج الذي تقوم عليه صادراتها ، وأدى ذلك إلى سعي جميع الدول إلى تنويع صادراتها حتى تح افظ على درجةمعقولة من الأمان لاقتصادها في عالم يتسم بالتقلبات المفاجئة والعميقة . وفي حال تطبيق اتفاقية منظمة التجارة العالمية يصبح العالم سوقًا واحدة تمثل المنافسة أهم خصائصها ، ومن ثم أصبحت كل دولة تسعى إلى دعم صادراتها حتى تحصل على أكبر حصة ممكنة من تلك السوق في ظل المتغيرات التي فرضتها البيئة الاقتصادية للنظام العالمي الجديد . ونظرًا لأن الأسعار يحددها السوق وليس المنتج فلم يعد أمام المنتج إلا خفض التكاليف كميزة تنافسية تدعم صادراته . وفي ظل النموذج التقليدي للمحاسبة عن التكاليف تتوفر معلومات مشوهة يترتب عليها اتخاذ قرارات تتمخض عنها نتائج سلبية من أهمها إضعاف المركز التنافسي للمنشأة ، وأدى ذلك إلى ظهور مدخل إدارة التكلفة الاستراتيجية والذي يوفر معلومات ملائمة لاتخاذ القرارات التي تدعم القدرة التنافسية للمنشأة . وتمشيًا مع تلك التطورات فإن هذا البحث يتناول إدارة التكلفة الاستراتيجية من الناحية النظرية ، حيث تم تناول المتغيرات التي فرضتها البيئة الاقتصادية في ظل النظام العالمي الجديد ومتطلبات دعم القدرة التنافسية في ظل هذه البيئة ، وتلى ذلك تقييم الأساليب التقليدية للمحاسبة عن التكاليف وأوجه القصور في تلك الأساليب ، ودور مدخل إدارة التكلفة الاستراتيجية في معالجة أوجه القصور تلك وأثر ذلك على دعم القدرة التنافسية للمنشآت بصفة عامة والشركات المساهمة السعودية بصفة خاصة . ومن الناحية التطبيقية تم استطلاع مدى تطابق أو أختلاف آراء المسئولين في الشركات المساهمة السعودية في العوامل المؤثرة في درجة المنافسة ، والعوامل المؤثرة في المركز التنافسي للشركة ، ومتطلبات دعم هذا المركز ، والدور الحكومي الذي يمكن أن يدعم هذا المركز ، وطرق دعم القدرة التنافسية للشركة ، وآثر المنافسة على محاسبة التكاليف متمثلة في أهداف وهيكل مراكز التكاليف وأسس التحميل . ومن الجدير بالذكر أن الدراسة التطبيقية قد انتهت إلى أن هناك تباينا بين آراء المسئولين في الشركات المساهمة نظرًا لاختلاف أوجه الأنشطة بها مما يصعب معه الاتفاق على عناصر موحدة لتصلح لجميع تلك الشركات ، وإنما يمكن تحديد العناصر التي تناسب كل مجموعة متقاربة في أوجه نشاطها .
المفضلات