أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 1 من 1

العرض المتطور

  1. #1
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    292
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي فن الإعداد والإلقاء

    فن الإعداد والإلقاء
    سامي بن خالد الحمود


    مقدمة:
    الحمد لله الكريم المنان .. الرحيم الرحمن .. خلق الإنسان .. علمه البيان ، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان .

    أيها الأحبة الكرام .. أهلاً وسهلاً بكم .
    فاتحة الكلام ..هذه الحادثة المؤثرة لسيد الخطباء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ها هو يعودُ من غزوة حنين ، ويعطي الأموال الجزيلة للمؤلفة قلوبهم من سادات قريش وقبائل العرب ، ويترك الأنصار فلم يعطهم منها شيئاً .

    وجد الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة .. وينتشر الخبر .. فيدخل سيد الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : يا رسول الله ، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء .. فقال صلى الله عليه وسلم : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة .

    ينطلق سعد فيجمع الأنصار ، فيدخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخطُبهم خُطبة مؤثرة مبكية ، تأخذ بمجامع القلوب . انتصب صلى الله عليه وسلم قائماً ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : ((يا معشرَ الأنصار ، ما قالةٌٌ بلغتني عنكم ، وجِدَةٌ وجدتموها في أنفسكم؟
    ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله ؟ وعالةً فأغناكم الله ؟ وأعداءً فألف بين قلوبكم ؟.
    قالوا : بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضل .
    قال : ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟.
    قالوا : وبماذا نجيبك يا رسول الله ، ولله ولرسوله المن والفضل .
    قال : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدَقتم وصُدِّقتم .. أتيتنا مكذَّباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسيناك .
    أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لُعاعةٍ من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم؟ .. أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم؟ ، فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرةُ لكنت امرأً من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكتُ شعب الأنصار .. اللهم ارحم الأنصار ، وأبناءَ الأنصار وأبناءَ أبناءِ الأنصار)) .

    الله اكبر .. بهذه الكلمات اليسيرة هيج النبي صلى الله عليه وسلم مشاعر الأنصار ، ومحى كل ما في قلوبهم من الوجد والانكسار . إنها كلمات.. نعم كلمات ، لكنها تخرج من فمه الشريف قذائف وبراكين ، لتقلب الموازين ، وتسحر المخاطبين .. فماذا كانت النتيجة ؟يقول الراوي (في بيان حال الأنصار بعد هذه الخطبة) : فبكى القوم حتى أَخْضَلوا لحاهم، وقالوا : رضينا برسول الله قِسماً وحظاً . والحديث رواه أحمد بإسناد حسن .( )

    هذه الخطبة البليغة لسيد الخطباء صلى الله عليه وسلم ، هي خير ما نستفتح به الكلام عن هذا الموضوع .. افتتاحية اشتملت على إثارة الانتباه بالسؤال (ما قالة بلغتني عنكم؟) ، ثم استفهام تقريري (ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله)، ثم مضمون بليغ يلامس القلوب (أوجدتم في أنفسكم في لُعاعةٍ من الدنيا تألفت بها قوماً ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم) ، ثم خاتمة بدعاء صادق يأسر النفوس (اللهم ارحم الانصار وأيناء الأنصار) .

    موضوعنا أيها الأحبة هو : (فن الإعداد والإلقاء) .
    وإذا كنا نتحدث عن الإلقاء والخطابة فإننا نتحدث عن نعمة من أعظم نعم الله علينا .
    اللسان عظيم الشان .. وهو ترجمان الجنان .. كم من لسان كان أحد من السنان .. وكم من بيانٍ ساحر كان أشد من سحر الساحر ..


    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178