الحياة الزوجية في النموذج النرجسي








من أجل تصوير رغبته على أنها "مثالية"، يرتكز النرجسي، في الغالب، على شخص آخر، من النوع الذي يصعب العثور عليه. وإذا لم يجد ذلك، يصبح عاجزا عن إقامة علاقة واحدة وحصرية.
فرجال هذا النموذج يحبون فكرة المرأة أكثر مما يحبون المرأة نفسها. إنهم يحبون النساء بقدر ما هن ضروريات لنمو أناهم. وهم في الحقيقة يرغبونهن أكثر مما يحبونهن، ويحتاجون إلى إغرائهن وجذبهن للمحافظة على اعتبارهم الذاتي، وليثبتوا امتلاكهم لرجولية، يشكون لا شعوريا في امتلاكها.
وعندما يفشلون في المجال العاطفي، فإنهم ينكفئون إلى التنقيب داخل ذواتهم . والأكيد أن أي امرأة لا يمكنها أن ترضيهم بشكل كامل، وسرعان ما يفتر اهتمامهم بانتصاراتهم الغرامية من جهة أخرى، فإنهم يسارعون إلى اتهام النساء بالمسؤولية عن كل ما ينافسهم عليهن كشؤون الأسرة والعمل والأصدقاء والرغبة في إنجاب الأطفال.
أما نساء هذا النموذج، فوضعهن مختلف تماما. إذ هنالك من الناحية الجنسية نوعان من النرجسيات: المرأة "المزمتة" والمرأة" المتحررة". فالمرأة المتزمتة تهرب من أنوثتها وتخجل، في الغالب، من جسدها. ولكي تتجنب المواجهات العاطفية، فإنها غالبات ما تضع لقاءاتها تحت عنوان الاهتمامات الفكرية أو الصداقة. هذه المرأة هي، في الغالب، امرأة معقدة.
أما المرأة النرجسية المتحررة، فإنها تبالغ في تحررها ولأنها أنانية لا تركز إلا على متعتها وحدها، تسعى لا شعوريا إلى الانتقام من الرجال. لأنها عدوانية، فإنها تستفز الرجال في رجولتهم وتميل إلى استخدامهم وكأنهم مجرد أشياء. كما تميل أيضا إلى الإكثار من عدد الرجال الذين تتعامل معهم وتحملهم على الرضوخ لنزواتها.