بسم الله الرحمن الرحيم


حنان المرأة وعبر العصور كان ومازال الشيء المهم لدى الرجل. طبعا هو يخرجه من عزلته وله تأثير كبير على نشاطه وحيويته. فتأكد اخي ان كلاهما يحتاج الى حنان الاخر وليس الرجل فقط. إن الحنان ...بالنسبة لهما شحنة تجعل منهما إنسانا نشيطا يرى الدنيا بعين ثانية.




الواقع يقول إن رقة عواطف المرأة وحنانها تملك قلب الرجل وتجعله يعرف الحب.. وأكثر الرجال منطق الحال عندهم أن رقة عواطف المرأة هي التي تجعلهم يتعلقون بها دائما.. أكثر من جمالها.. فامرأة جميلة جداً.. على سبيل المثال.. ولكنها قاسية العواطف.. غليظة الحس.. وهن موجودات.. لا يمكن أن يحبها الرجل بمعنى الحب.. أو يطيل معها المعايشة.. أو يحس بأنوثتها. الأنوثة أكثر من جمال..




ولكن المرأة ذات العواطف الرقيقة.. الشفافة.. الرفافة.. تسعد الرجل.. وتشعره بأنوثتها.. وتجعله يقع في حبها على ذقنه.. ولا يمل من عشرتها.. بل يشتاق لها على طول.. ويرتاح لمحضرها.. ويفقدها حين تغيب.. ولو كانت عادية الملامح.. وجمالها بين بين.. فالعواطف جمال.. والأنوثة عواطف.
ومن الصعب أن نفصّل في رقة عواطف المرأة.. فهي أشياء تعاش ولا تقال.. تُحس ولا توصف.. هي (كالجو) الرقيق من حولك ترتاح فيه.. وله.. وإن لم تستطع وصفه..لسان الحال أبلغ من لسان المقال!
ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه! وإذا لم نستطع الغوص في عواطف المرأة الرقيقة فلا بأس من الحديث عن مظاهرها..


المرح


والمرأة ذات العواطف الرقيقة تحب المرح وتعيشه وتجعله يصدح في البيت.. هي تكره التجهم وتحب الابتسام طبيعة.. والابتسامة هي أجمل مكياج في العالم.. ابتسامة المرأة تجعل ألوان قوس قزح تملأ سماء البيت.. وتجعل قلب الرجل يتفتح ويحب هذه المرأة.. وتجعل ثغره يبتسم لهذه المرأة الطيبة المنشرحة الباشة المسرورة بوجوده بقربها.. الشعور متبادل!! الرقة تلد الرقة.. والابتسامة تجلب الابتسامة.. والمرأة المرحة تشيع المرح في جو البيت، وفي قلب الزوج.. وتنعشه وتنشطه وتنسيه هموم الحياة..
المرأة الرقيقة مرحة بطبعها.. ضحوك.. تسمع أي طرفة من زوجها فتضحك من قلبها.. وتلحظ أي أمر يبعث على المرح والانشراح.. فتطلق عصافير المرح هنا.. وهناك.. وتبعث عطور البهجة والانتعاش في أجواء البيت.. المرأة العابسة عواطفها متحجرة، وهي التي قال عنها المصريون:
"وجهها يقطع الخميرة من البيت".






الوداعة


تملك المرأة قلب زوجها بالوداعة..
والوداعة صفة جامعة تعني الموافقة، والموافقة هي الحب.. وتعني الخضوع الراضي اللذيذ الصادر منها لا من أوامر أو قهر أو جبروت.. الخضوع الذي تحبه ويلذ لها وتريده وتسعد زوجها به وتمارس أرق أنواع أنوثتها حين تقدمه لزوجها راضية مختارة..
المرأة الرقيقة وديعة لا تعرف العناد والجدل العقيم..
الذي يعرف ذلك المرأة (النكدة) ذات الجلافة والنفور..




الأناقة


وهذه ليست صفة خارجية رغم أنها تمثل فساتين وملابس ترتديها المرأة.. الأناقة صفة من الداخل أولا.. تنبع أساساً من رقة العواطف وحلاوة المشاعر وعذوبة الذوق.. الأناقة تنبع من الروح أولا.. ورقة عواطف المرأة تجعلها تعشق الأناقة.. حتى وهي في ملابس البيت تبدو أنيقة حلوة المظهر.. وهي تنجذب إلى الأشياء الأنيقة انجذاب الفراشة للزهور الجميلة.. أما المرأة الثقيلة العواطف فهي بحمد الله أبعد ما تكون من الأناقة حتى لو اشترت (بغالي الأثمان) ذلك بأنها مبعدة عن الذوق!




الحنان


إذا كان الجمال هو الذي يثير الحب فإن الحنان هو الذي يصون هذا الحب.. أن الحنان يتقاطع مع الرحمة ولكنه يختلف عنها.. الرحمة يثيرها موقف.. والحنان يستوطن قلب المرأة الرقيقة.. ويتجلى في كلماتها ونظراتها وصوتها.. وصوتها خاصة.. أن الصوت المليء بالحنان يهدهد أعماق الرجل ويمنحه الطمأنينة والرضا ويبعث فيه حب الالتصاق والاقتراب..! أن الصوت الأنثوي الحنون ماركة مسجلة للمرأة الرقيقة.. إن كل النساء ـ عدا الشاذات ـ لديهن بعض حنان.. المرأة الرقيقة وحدها تجد أن صوتها محمَّل بهذا الحنان، كما تحمَّل الزهور الطبيعية بالعطر والرحيق.. انه نداء عاطفة وأصداء روح وعربون مودة واتفاق..
إن الحب روح في جسدين فما أسعد الرجل الذي تعيش روحه في جسد آخر مليء بالرقة والحنان!




الأحلام


رقة العواطف في المرأة أو الرجل معاً تتمازج مع الأحلام وتعشقها عشق الشعر للجمال، والمرأة ذات العواطف الرقيقة الحلوة صديقة للأحلام، تحلم لنفسها ولحبيبها، وتعيش لتجسيد تلك الأحلام، وتجد سعادتها في إسعاد حبيبها، وفي الحلم له، وفي التحليق بحياته، وتحقق ذاتها بذلك، وتروي رقيق عواطفها بهذا البذل الجميل.
المرأة الرقيقة تحمل حقائبها وتسافر.. كلما حققت لحبيبها حلما سافرت مع آخر.. حتى الأحلام التي ليس لها محطات في دنيانا تمنحها المزيد من الرقة والشفافية والشاعرية فتصبح هي بنفسها حلماً يتحقق وأي حلم؟! في الواقع هو أجمل الأحلام.
المرأة الرقيقة هي وحدها التي ولدت مع الحب في ليلة ربيعية قمراء.. توأمين جميلين.. أينما نرى الحب نشتاق لتلك المرأة.. وأينما نرى تلك المرأة نشعر بالحب