موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
زواج الاضطرار
زواج الاظطرار
نسمع كثيراً عن علاقات زوجية فاشلة، ربما يأتي هذا الفشل في حالة لجوء البعض إلى فكرة الزواج من أجل سد الاحتياجات المتبادلة بين طرفي العلاقة الزوجية، خاصة ما يتعلق منها بالوحدة والأنس، خاصة هؤلاء ممن تعرضوا لأزمات مريرة في الحياة، كالطلاق أو الترمل أو العنوسة، وفي غفلة من الزمن يمر العمر فيصل الواحد منهم إلى الأربعين أو الخمسين، وفجأة يلمح في الأفق شبح الوحدة وانشغال الجميع عنه، وقد تنضج احتياجاتهم النفسية والجسدية وهنا تطفو على السطح الحاجة إلى الزواج من شريك يحتوي كل تلك الاحتياجات ويسدها.
في مجتمعنا الشرقي تقف العادات والتقاليد والأفكار الرجعية حاجزاً في طريق الكثير، فالرجال قادرون على الزواج في أي وقت، فهم أقل عرضة للنقد واللوم، ولكن النساء؟! فهل يسهل عليهن اتخاذ هذا القرار؟ وما مدى قبول المجتمع للزيجات الاضطرارية التي تحاول بها أن تحمي المرأة نفسها من براثن الوحدة والفتن.
الباحثات عن المال
نرى الآن معظم الفتيات تبحث في الشريك عن المال، وبالطبع لا يوافقها الشاب الذي يبدأ حياته، فهي تريد أن تصل إلى رفاهية الحياة بأسرع وقت ممكن، ومن هنا تقبل الزواج من الكبير في السن سواء مطلق أو أرمل من اجل تحقيق أحلامها المادية، التي لا يستطيع أي شاب أن يحققها لها، ومن هنا انتشر زواج المصريات من أثرياء الخليج، أو الزواج السري من رجال أعمال وأثرياء، وهذا من نقرأه في الصحف والمجلات، ونشاهده أيضاً في اروقة المحاكم في حال فشل هذه الزيجات.
الزواج من أجل الانجاب
تروي زوجة قصتها مع الزواج التقليدي فقط من أجل الانجاب حيث تقول تزوجت بطريقة تقليدية من رجل أكبر من في العمر بكثير، ولكنه يشغل مركزاً مرموقاً، وكنت أعاني من تأخر سن الزواج، فوافقت على الزواج من زوجي من أجل أن ينعم علي ربي بنعمة الانجاب، لكن ومنذ بداية زواجي أعاني اختلاف طباعنا وحدة مزاجه وعدم توافقنا الاجتماعي، لكنني وخوفاً من الفشل والطلاق كنت أقول لنفسي لعل الأيام كفيلة بإصلاح بعض الأمور خصوصاً مع وجود أطفال.
رزقنا الله بثلاثة أولاد أصبحوا كل حياتي وشعرت بأن الله عوضني بهم خيراً عن متاعب كثيرة واجهتها في بداية زواجي، وتغاضيت عن إهانات زوجي لي وفرط عصبيته على كل صغيرة وكبيرة، وعدم تواجده في المنزل كثيراً أو مشاركته لي في تربية الأولاد، وتفرغت لهم ولمراجعة دروسهم ووجدت في ذلك سلوى عن أشياء أفتقدها في علاقتي الخاصة بزوجي.
الآن وبعد أن كبر الأولاد، لم يهدأ زوجي أو يتراجع عن معاملته السيئة لي، بالعكس ازداد سوءا وأخذ يسبني بألفاظ لا أحتملها أمام أولادي، فاضطررت دفاعاً عن نفسي أن أسبه وأرد له الصاع صاعين، وذات مرة تشاجرنا بسبب أنه لا يريد أن يدفع اشتراك ابنه الأكبر في النادي الذي يتعلم فيه الكاراتيه وهي لعبة يحبها وتحميه من أن يهدر وقته في أي سلوك سلبي أو التعرف على أصدقاء السوء. حاولت إقناعه باللين لكنه كالعادة لا يسمع وبدأ في السب لي وللأولاد، وحين رددت عليه ضربني ضربا مبرحا.
يستغل زوجي عدم معرفة أهلي بمعظم هذه الخلافات أو الجحيم الذي أعيش فيه. يطردني من المنزل فأضطر للعودة تحت إلحاح الأولاد عليه، وحين أعود يقول لي: "أنت زوجة حقيرة وليس لديك كرامة"، لأنه يعلم أنني لا أستطيع أن أذهب عند أسرتي، لأنهم إذا عرفوا كل هذه الأمور سيتطور الأمر إلى الطلاق. أخاف على أولادي ولا أحب أن أتركهم أو يربيهم غيري وهذه هي نقطة ضعفي. الآن أشعر بالاشمئزاز من زوجي ومن نفسي لأننا نعيش كزوجين غير محترمين وأشعر بالإهانة، والحزن من أجل نفسي وأولادي، لم أتمن أن تكون حياتي الزوجية هكذا، وهذا درس لكل امرأة تلقي بنفسها في جحيم لم تحسب له حساباً.
الأرملة والاضطرار إلى الزواج للكفالة
في بعض الأحيان تضطر الأرملة التي توفى عنها زوجها إلى الموافقة على الزواج من رجل في أواخر عمره من أجل الحصول على المال المناسب لتربية أطفالها، واستكمال رسالتها تجاههم، الأمر الذي يرهق نفسية الأبناء في كثير من الأحيان، وربما يرهق نفسية الزوجة نفسها، فهي لا تتزوج رغبة منها في الزواج في حد ذاته، ولكنها تتزوج بغرض الانفاق عليها وعلى أطفالها، وهو أمر معقد يجعل الحياة الزوجية تعيسة في أحيان كثيرة، بسبب أن المرأة ليس لديها القدرة على اعطاء مشاعر كاملة للزوج الجديد، ومن هنا تأتي المشاكل.
العنوسة
المفضلات