سلام عليكم و رحمه الله و بركاته


الخيانه الزوجيه


لا شك أن هناك علاقة وثيقة بين فشل الحياة الزوجية وبين الوقوع في الفواحش والموبقات، ولكن هذا لا يحدث إلا من ضعاف الإيمان؛ لأن المؤمن يراقب الله، وكل طالب للحلال والعفاف يجد بغيته في زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة، بل إن المؤمن يردعه تقواه لله ويحجزه خوفه من الله وعقابه، وقد يكون لتقصير الزوجة في زينتها وعدم اهتمامها بمظهرها أثر في هذا الأمر، ولكن الرجل العاقل ينصح زوجته ويُهيأ لها ما تتزين به، ويمدحها ويثني عليها عندما تتزين، ويحرص هو أيضاً على أن يتزين لزوجته؛ فهذا حق مشترك بين الرجل وزوجته؛ كما قال ابن عباس: (إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي)، وهذا زمانٌ لا بد أن نهتم فيه بالزينة الحلال؛ لأن موجة العري والشهوات عاتية، ولا بد كذلك من إبراز العواطف والكلمات الجميلة حتى لا يطلبها الإنسان خارج بيته فيقع في الفاحشة، ونحن لا نستطيع أن نعفي كثير من النساء من المسئولية عن انحراف زوجها؛ لأن بعض النساء لا تهتم بزينتها إلا في الأيام الأولى من زواجها، وبعضهنَّ لا تتزين إلا للخروج والمناسبات، وهذا فيه معاندة ومصادمة لما تريده هذه الشريعة التي تجعل زينة المرأة وجمالها لزوجها وليس للعلوج في الشوارع والأسواق، ولكننا نذكر بأن المسئولية مشتركة، وأن تقصير أي طرف لا يُبيح للآخر الوقوع في الحرام، فإن الله أمر من لم يجد سبيلاً إلى الحلال بلزوم العفة والإكثار من الصيام؛ فإن فيه الوجاء؛ فقال تبارك وتعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور:33]. فكيف بمن أكرمه الله بزوجة حلال اختارها من بين النساء، وما هو عذر تلك المرأة التي تخون زوجها الذي ارتضته لنفسها وارتبطت معه بميثاقٍ غليظ؟ ومما يعين الجميع على تجنب الخيانة ما يلي:


1- مراقبة الله في السر والعلن.


2- منع الاختلاط في مؤسسات التعليم وإدارات العمل.


3- تشديد الرقابة على وسائل الإعلام وضبط ما ينشر.


4- منع الدخول على النساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، فقالوا: يا رسول الله: أفريت الحمو؟ فقال: الحمو الموت) لأنه لا يهتم عند دخوله وخروجه، فتقع الكوارث وتحصل الشرور.




5- رعاية الضوابط والآداب في لباس المرأة مع الأجانب ومع محارمها، ومنع البنات من الملابس الفاتنة أمام إخوانهن وأعمامهن وفي ذلك منعٌ للإثارة.


6- الانتباه لخطورة القنوات الفضائحية والشبكة العنكبوتية، ووضع هذه الأشياء في صالاتٍ عامة إذا كانت هناك ضرورة لوجودها؛ حتى تسهل علينا مراقبتها.


والخيانة الزوجية مرضٌ عضال علاجه بالتوبة إلى الله والندم على ما مضى، ولا بد من الإسراع في الرجوع إلى الله قبل أن يحل غضب الله فإنه يمهل ولا يهمل، وإذا تمادى الإنسان في هذا الدرب الذي قال عنه ربنا: {وساء سبيلاً} [الإسراء:32] فإنه سوف يُصاب بأمراض وآفات، وسوف يعرض عرضه للخطر، فإن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بمحافظتنا على أعراض الآخرين، وقد أحسن الشافعي في قوله:


عُفُّوا تعفَّ نساءكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته *** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزنِ في بيت امرئٍ بألفي درهم *** يزن في بيته بغير الدرهم
من يزن يزنَ به ولو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
يا هاتكاً حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرًّا من سلالة ماجد *** ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم


و يمكن للزوج او الزوجه نصح الزوج او الزوجه عن الخيانه و عواقبها من الناحيه الدينيه