يعتقد البعض أن "السعادة الزوجية" سراب يبحثون عنه دائماً دون جدوى ، فمع تغير المشاعر وذوبان الحب في دوامة الحياة والخلافات يشعر كل من الزوج والزوجة بالتعاسة ، وتشعر حواء بعدم الرغبة إذ تحولت إلى آلة تلبي رغبات الزوج والأبناء ، فمن أين تأتى السعادة إذاً ؟!
لا يحبون زوجاتهم

كشف استطلاع لأحد المواقع العربية تم إجراءه علي 2142 زوجاً ، أن 58 % فقط من الأزواج يحبون زوجاتهم ، 42 % تباينت آراؤهم ، حيث أشار 6 % أنهم لا يحبون الزوجة ولا يكرهونها ، و3 % يكرهون رؤيتها ، 6 % يتمنون موت زوجاتهم ، 4 % علي الحياد أي أنهم لا يعرفون إذا كانوا يحبون زوجاتهم أم لا ، 5 % يتمنون تطليق زوجاتهم ويمنعهم الأولاد ، و7 % يحبون زوجاتهم بعض الشيء ، و3 % لا يؤمنون بالحب ، وتحير 9 % منهم في الإجابة ولم يحددوا موقفهم!! النتيجة متوقعة ، فالبعض يعلقون مللهم على شماعة إهمال الزوجة وعدم تجددها رغم أن غالبيتهن يفعلن كل ما فى وسعهن من أجل الحصول على حياة سعيدة دافئة ومستقرة ، لكن ما هو مفتاح السعادة ؟ عمل كلا الزوجين

أشارت دراسة سويسرية للعالمان برونو فري ، والويس شتوتسر من معهد الأبحاث الاقتصادية بجامعة زيوريخ أن الأشهر القليلة قبل الزواج والعام الأول بعد الزواج هما من أفضل الأوقات في حياة الزوجين ، بعدها يبدأ منحنى السعادة فى الهبوط بشكل دائم . ومن خلال الدراسة التى تحمل عنوان "هل الزواج يصنع السعادة او هل يتزوج السعداء" درس العالمان حياة ما يقرب من 15300 من الأزواج الألمان خلال الفترة بين 1984 و2000 وتوصلا إلى أن السعادة تعتمد على شكل حياة الزوجين حيث تتأرجح نسب السعادة بين الزوجين العاملين اللذين يعيشان دون أبناء بشكل قوى غير أنهما يصلان الى معدلات عالية على مقياس السعادة بعد مرور 10 سنوات من الزواج .


وأوضحت الدراسة أن أقل الأزواج سعادة هم الذين مر على زواجهم عشر سنوات ويعيش معهم الأبناء في منزل واحد بغض النظر عما اذا كانت الزوجة تخرج للعمل أم لا. تأكيداً على ما سبق أكدت دراسة أمريكية فى علم الاجتماع أجرتها جامعة أريزونا إلى أن العمل يقوي العلاقات بين الأزواج. ولفتت الدراسة إلى أنه على الرغم من ضيق دائرة العلاقات الاجتماعية إلا أن الرابط بين الأزواج أصبح أقوى بسبب تكون معظم العائلات اليوم من زوجين عاملين.


الحب مفتاح السعادة
كما أشارت دراسة أمريكية أجريت على 900 امرأة أن الحب هو من أكثر الأشياء التى يمكن أن تصل بالزوجة إلى قمة السعادة بينما يمثل الانتقال إلى مقر العمل أدنى مستوى لسعادة المرأة ، وأشارت الدراسة إلى أن معظم الزوجات صنفن " العلاقات الحميمة " كنشاط إيجابي جاء أفضل من العمل. وأثبتت دراسة أمريكية لشركة دواء إيلي ليلي أن الفرنسيين الأكثر سعادة بحياتهم الجنسية يليهم الأمريكيين كما أن نساء كوريا الجنوبية المتزوجات هن الأكثر تأففا من الجنس وان الرجال اليابانيين هم الأكثر إحجاما عن الحديث عن مشاكلهم الجنسية ، وتركز محور الشكوى بين الرجال هو "عدم الاكتفاء" بينما شكت الزوجات من قلة العواطف والرومانسية.



علاقة جنسية ناجحة = الرضا والسعادة
ومن خلال المؤتمر الدولي للصحة الجنسية الذي انعقد فى مصر تبين أن 60% من الأزواج المصريين غير راضين عن علاقتهم الحميمة مع زوجاتهم مما يسبب الخلاف والمشكلات . وقالت الدكتورة روزي كنج أستاذ الطب الجنسي باستراليا خلال المؤتمر ، أن المسح العالمي الذي تم علي عينة من الأزواج في 27 دولة أوضح شكوى 50% من الأزواج في الشرق الأوسط لا يشعرون بالسعادة مع زوجاتهم ، وأجري البحث علي عينة من الأزواج تبلغ أعمارهم بين 25 و74 عاماً ،وتبين أن 33% من المتزوجين لم يلبوا رغباتهم بشكل صحيح مع زوجاتهم. وحذرت روزي من تجاهل الشكوى بين الزوجين لأن العلاقة السليمة تبدأ بالرضا وتحقيق السعادة مع بعضهما ، وأكدت على أن عدم السعادة بين الزوجين هي السبب الرئيسي في الانفصال وهدم الحياة الأسرية وأرجعت أسباب انتشار الغضب بين الزوجين دون الإعلان عن الحقيقة في دول الشرق الأوسط الي العادات والتقاليد التي تحرم الكلام في الأسرار الزوجية وخوف الرجل علي التأثير علي سمعته ورجولته. -\