لم يعد خط اليد ينحصر الاهتمام به فقط في مدى ما يتصف به من جمال واتساق، وإنما تجاوز خط اليد ذلك حتى أصبح علما يؤخذ به كشرط من شروط التقدم للحصول على وظيفة، كما أدرج خط اليد ضمن طرق استقراء المستقبل، حيث أصبح هناك قارئ الخطوط الذي ينصح بالمهنة المناسبة لصاحب خط اليد بعد أن يكون قد حلل شخصيته.
وفي أوروبا اليوم ينادي خبراء وقراء الخطوط بضرورة عمل فحص لخط اليد للأشخاص قبل حصولهم على رخصة قيادة السيارة، وبأهمية فحص خط يد كل عاملة متقدمة للعمل في حضانة للأطفال حتى يمكن تجنب الأطفال خطر إساءة المعاملة من عاملات لا يستطعن الاحتفاظ ببرودة أعصابهن أمام صراخ الأطفال.
ومنذ سنوات طويلة يعمل إيريك ريس رئيس المعهد البريطاني للخطاطين جاهدا من أجل أن يصبح خط اليد علما يعتد ويعترف به لكشف الشخصية الإنسانية، وكثيرا ما يشير إلى قيام قس فرنسي يدعى هيبوليت ميشون في بداية القرن التاسع عشر بكتابة أول موسوعة لعلم الخط اللاتيني الذي تم فيه تناول ترتيب الحروف في مساحة المكان وطريقة سطحها وكذلك الدرجة التي تضغط بها اليد القلم.
ويجدر بالذكر أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تقوم حاليا بفحص خط اليد قبل توظيف أشخاص في مراكز مهمة، فعلى سبيل المثال يقوم زيو سمبسون المدير العام لشركة مجوهرات في لندن بتحليل خطوط جميع المستخدمين حتى يمكنه توظيف العاملين الذين يتصفون بالأمانة، وهي الصفة التي يكشف عنها خط الإنسان على حد قوله، مشيرا إلى أنهم في الشركة لا يصرحون باعتمادهم على هذا المعيار في التوظيف.
والدارس في المعهد البريطاني للخطاطين في لندن يحصل على شهادة التخرج بعد دراسة مدة ثلاث سنوات يدرس خلالها 300 حركة خطية على ورقة بيضاء غير مسطرة، وعند تخرجه يمكنه تحليل أي شخص عن طريق دراسة خط يده لوقت يراوح بين أربع وخمس ساعات من خلال التعرف على المسافة بين الحروف ودرجة ضغط الأصابع على القلم، وسرعة الكتابة وطريقة ميل الحروف والتشابك بها وشكل التشابك، والإيقاع العام للكتابة وانتظامها.
ويوضح آلان كونواي أحد محللي الخطوط البريطانيين، أن الخط إذا كان يأخذ الشكل الطالع بصورة مبالغ فيها عن استقامة السطر الأفقي للورقة، فإن صاحب الخط شخص خلوق وطموح ومنفتح على مجتمعه، أما إذا كان خطه عكس ذلك وكان نازلا عن استقامة السطر الأفقي للورقة، فيدل على أنه شخص تعيس وغير راض عن نفسه.. اقرأ خطك واعرف نفسك.
همس الكلام:
الحب مراوغ حقا. والعقل وحده هو الذي يضبط إيقاعه!