لمسة وفاء
المراْة مع الاحزان

للمراة مع الحزن صفحات ، وللحزن
في حياة المرأة قواميس ومجلدات ، وأنظر
إلى المراة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم ،
وكأنه سلاح لها ضد كل حزن يجابهها ،
لتقتل وحدتها ، وتعيش حزنها على
أوراق الذكريات ، بصفحات مضيئة عبر
الزمن ، فهي تجيد صناعة الكلام بعناية ،
وتختار الكلمات عن قصد ، لتغرز حروفها
في قلب كل حزن يجابهها ، لتتعمد قتله ولو .
. للحظات ، مع سابق الإصرار والترصد
، ليستقبلها الإبداع ، وليرحب بها الإمتاع ،
فيتيه الشعر هائما في فكرها ، لأنها أثبتت
عبقريتها في بحوره ، واستوطنت قوافيه
، لتكسب جمهوره ، لتعيش أكثر من الشعر
نفسه ، لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها ،
فقد أوجزت الأقوال ، لتصادقها كل الأفعال .

[ المرأة والحب ]

لا يعيش الحب بدون إمرأة ، لأن الحب يعرف

المراة ، فهي رقيقة المشاعر ، جميلة الإحساس
، والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود ،
وأغلى حرفين في قاموس الحياة ، لأنه صلة
روح بروح ، ورفقة قلب إلى قلب ، فالحب
لا يستغني أبدا عنها ، لأنها هي من أوجدته
، وهي من سحرته ، وهي من فتنته ، فهو
يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب ، لأن
قصور القلوب هي المرأة ، ولكم إنبهر
هذا الحب من حكمتها ، ولكم خاف من غضبها
، ةلكم تعجب من صبرها ، لأنه قد أيقن بعد
نظرها ، الذي ترجم له إخلاصها ، ليشهد ها
هذا الحب بوفائها ، لأن الحب هو قتيل العيون
، ولكن أي عيون .. إنها عيون المرأة التاريخية
الجمال ، والباسقة بالحنان ، لغتها الدموع
، وسحرها الصمت ، ونظرتها هي الإبداع .

[ المرأة والوفاء ]

للمراة مع الوفاء حديث طويل الأيام ، وللوفاء

مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم ، لأن
المرأة أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة ،
فقد رآها الوفاء كصورة خلاّبة ، تفرد بها
الزمان على أبجديته ، فالمرأة تفوقت بو
فائها لثراء تجربتها ، ولقوة موهبتها ،
ولصدق محبتها ، وصحة قلبها ، وجلال
رثائها ، وانظر إلى القلم كيف تمسكه
أناملها لتعزغ أنشودة وفائها على نهر
أوراق الخريف الماضي ، والذي تتساقط
أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر ،
وفي كل مكتن .


[ المرأة والصمت ]

للصمت مع المرأة حكايات ، هي بطلة للروايات

، تجعلك حائرا في طبعها ، في الوقت الذي
تجبرك على إحترام صمتها ، تمر من حولها
أزمات طاحنة .. وتجدها صامته ، وتأتي
عليها الكرب الساحقة .. وتجدها صامتة ،
وتزورها كل يوم البلايا الماحقة .. وتجدها صامتة .
حيرت الزمن ، وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها .. ، لأن قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام ،

فهي تقرأ الحياة بمعناها ، من بدايتها
إلى أقصاها ، فروحها تنصهر بمعاناتها ،
وتذوب أحشائها لمأساتها ، أن قضيتها الدموع
، ولغتها الخالدة .. الصمت ، لأنها تعرف أن
الحياة دائما تضيق بأعدائها ، لتشاهد حياتها
وكأنها لوحة حزينة ، لا ينفعها كلام ،
ولا يبكيها فؤاد ، ولكن هذه المرأة تعرف
أنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال ،
ونقشت كبريائها في ضمائر البشر .