المعروف أن الملل هو أحد الأمراض التي تهدد الحياة الزوجية - إن جاز لنا تسميته مرضاً – فهو مشكلة عامة كثيرة الحدوث بين الأزواج، وظاهرة معروفة ومألوفة منذ أن خلق الله البشر، لا سيما بعد مرور فترة زمنية على الارتباط، فتصبح الحياة الزوجية عندئذ روتينية، وهنا يبداء الملل ومعة يبداء الانسان فى البحث عن التجديد والتغير والتنويع ، والملل عامل مشترك بين جميع الأزواج من البشر ولكنة تتتفاوت درجاتة من أنسان إلى أخر ، والملل هو شعور يعتبره الزوجان نذير خطر ومعول هدم في هيكل الحياة الزوجية.

وأكثر ما يشعر بالملل هو الرجل ، فالرجل هو الزوج والاب والمسئول عن البيت مادياّ وأدبياّ ، لشعورة بأن الحياة لم تعد سهلة كما كانت من قبل ، ولأننا نعيش عالماً متغيراً يتجه نحو التعقيد تحت ضغط التأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، مما ينتج عنه عند الرجل وضع نفسي غير مستقر، فيؤثر سلباً على سلوك الزوجين يتمثل في عدم التفاهم والحوار وحل المشكلات الحياتية اليومية ، أو السهر خارج البيت طويلا أو أن يضطر الي الانغماس في العمل طيلة الوقت واختلاق المشاكل داخل البيت .. أو يلجأ بعض الأزواج بالهروب من الملل بزواج من أمرأة ثانية وأحياناّ الوصول إلى علاقات غير شرعية ، أو سلوكيات خاطئة ومزمومة كالشرب وتناول بعض العقاقير المدمرة للصحة للخروج من هذا الملل .

وتشير بعض التجارب في مجال علم النفس الأسري والعلاج النفسي الزوجي أن %68 من الخلافات بين الأزواج والصراعات الاسرية سببها الي الملل.

وأيضاّ أعتقد أن طول مدة العشرة بين الزوجين يعتبر سبباً مهماً في حدوث الملل بين الزوجين ، والمفروض أن طول المدة تزيل الحواجز بينهما وتجعل كلا منهما على دراية كاملة بحياة الآخر وبكل تطلعاته و أسراره، ولذا ففي أشهر الزواج الأولى نادراً ما يكون هناك ملل بين الزوجين لجمال تلك الأيام، ولأن كل طرف يحاول جاهداً أن يظهر للطرف الآخر الصفات الحسنة والأمور الجميلة التي يتحلى بها ويخفي نقاط الضعف لديه، ولكن بعد مرور تلك الشهور قد تهدأ العواطف وينتابها الفتور ويصبح كل شيء روتيناً مملاً. ومن صور ذلك غياب الاهتمام العاطفي والتباعد والإهمال من كلا الطرفين أو أحدهما.

لنسأل أنفسنا في لحظة صدق مع النفس .. كيف وصلت حياتنا الزوجية الي هذا الحد من الملل، واين الحياة الزوجية التي وصفها الله في كتابة العزيز حيث قال جل من قائل "ومن أياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنو اليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" صدق الله العظيم

ومن هنا لابد أن نعترف أن هناك مشكلة، لأن الاعتراف بالمشكلة هي أولى خطوات العلاج، ومن ثمَّ نسعى إلى حل هذه المشكلة والسير في طريق إشباع العلاقة الزوجية من النواحي الروحية والعاطفية والجسمية والجنسية، لإنعاش الحياة الزوجية من أزماتها. كما يجب أن نفرق بين طول المدة وقصرها، فالملل في الحياة الزوجية أمر طبيعي بشرط ألا يمتد لفترة طويلة وإلا أصبحنا أمام مشكلة تحتاج إلى بحث.

ويمكن منع الملل ببعض من الخطوات العملية في علاج تلك المشكلة كما ذكر ذلك أهل الاختصاص، ما يلي:-
المشاركة في عمل أجتماعي أو ترفيهي مثل اقامت حفلات أعياد الميلاد أو التنزهات والحرص على الاستفادة من العطلات الأسبوعية ، أو تغير نظام المنزل أو وضع بعض اللمسات الجمالية علي البيت وتغيير شكل المنزل بين الحين والآخر وخاصة غرفة النوم كنقل بعض قطع الأثاث والمحتويات من مكان لآخر، ولا ننسى تقديم الهدايا ، وأسترجاع اللحظة الحلوة التى مرت فى مسيرة حياة الزوجين وتبادل الزيارات العائلية ، ومحاولة فى تغيير نمط الحياة اليومي بمختلف صوره وأشكاله كالتجديد في اللباس ونوعية الأكل وطريقة تناوله،

وفى النهاية لابد من ألنزام كل من الزوجين بما أمر الله به من حقوق وواجبات على كل منهما تجاه الاخر، ومراعاة الحقوق المشتركة بينهما من مناصحة وشورى وصدق الألفة والمودة وكذلك الواقعية وعدم المثالية الزائدة في الحياة الزوجية للخروج بها من دائرة الملل والفشل‏