عدوي المظاهرات الهيستيرية.. وراء نقاط ضعف الدول
أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس في حديث خاص لـ"محيط"، أن المظاهرات سلوك جماعي يتم فى أماكن مفتوحة يغلب عليه الطابع الإنفعالي فهو قابل للإنتشار بما يشبه العدوى الهيستيرية.
وتتعدد أهداف التظاهرات فتشمل الإحتجاجات أو التأييد أو التعبير عن الفرح بالفوز أو إستنكار الهزيمة مثل ما يحدث عقب المباريات الرياضية، وقد ساهمت وسائل الإتصال الحديثة فى تسهيل محاكاة وتقليد المظاهرات عن بعد.
وعن استنساخ المظاهرات، أوضح بدران أنها إستراتيجية ترمى لإستغلال نقاط الضعف في بعض الدول لإغتنام مكاسب سياسية أو إقتصادية مثل ما حدث في مظاهرات رومانيا وجورجيا وأوكرانيا.
فعدوى الحماس تنتقل لتجعل المتظاهرين تتلذذ بالإنقياد نحو من يشجعهم على الإستمرار ويقاوم التفكير في الرحيل عن المظاهرة، فالمتظاهرون أكثر ميلاً للقرارات الإنفعالية وتنخفض لديهم القدرة على حل المشاكل أو التفرقة بين الحلول.
والجماهير المتظاهرة تفرح لمن يخلصها من المشاعر المكبوتة، حيث تشعر بالأمان وسط الإزدحام و غياب السلطة المعتادة للنظام.
وتنجح التظاهرات عند السيطرة على عقول المحتشدين بتوزيع مطبوعات أو إذاعة الأخبار العالمية التي تميل للمتظاهرين, وعند مشاركة المشاهير خاصةً السينمائيين منهم، حيث يألفهم المتظاهرون و يحولوهم من أبطال فى الخيال إلى أبطال فى الواقع المؤقت في الشوارع.
وأوضح بدران أن تفكير الجماهير المحتشدة في المظاهرات يكون بعيداً عن التفكير العقلاني المنطقي، فتستسلم بسهولة لمن يتولى إطلاق الصيحات أو الشعارات الحماسية وهؤلاء هم المحركون الفاعلون للتظاهرات ونجاحهم يعتمد على شخصياتهم ومهاراتهم في التأثير على الأخرين من خبرات سابقة في حشد تجمعات صغيرة أو مهارات التدريب ودراسة تواريخ المظاهرات محلياً وعالمياً.
ويري بدران أن الفرد يجدث له شعور جديد بالبهجة خاصةً فص ظل غياب السيارات الملوثة للبيئة والسفر الخيالي لعالم جديد، والتحرر من القيود الإجتماعية, لا قوانين ولا حرج في التعبير أو النقد أو الهجوم على أشخاص يصعب التهجم عليهم قبل التظاهر.
الإسترخاء النفسي
يرى بدران أن التحرر من القيود الإجتماعية شعور جديد فلا قوانين ولا حرج فيي التعبير أو النقد أو الهجوم على أشخاص يصعب التهجم عليهم قبل التظاهر، كما أن البساطة والاتحاد النفسي المؤقت للجماهير يكسبهم روحاً جماعية لم تكن موجودة من قبل.
لذا ينصح بدران بالتنفيس حتى لا تصبح المظاهرات الغاضبة سلوكاً يومياً معتاداً في الشارع المصري، كما يجب تثقيف الطلبة والشباب على أداب الحوار وحرية التعبير، ورعاية قادة التظاهرات ثقافياً وتبنيهم لإعداهم كقادة وطنيين للمستقبل.
كما يجب توفير أماكن مفتوحة خالية من التلوث في المدن المزدحمة تخصص للتظاهر وتنظم مواعيدها بما لا يتعارض مع ساعات العمل الرسمية، على ألا يتم فيها تعطيل مصالح المواطنين.
كما يفضل وجود مندوب عن الجهة المتظاهر ضدها للتحاور وتسلم شكاوى المتظاهرين, ويجب إعلان الحلول.
وينصح بدران بإستثمار روح المظاهرات والرغبة في التغيير بدفع طاقات الشباب إلى أسواق العمل.
ومن الممكن إستغلال التظاهرات في التسويق لسياحة جديدة يشترك فيها موظفون محترفون مع السائحين وتتم فيها المشاركة فيها بأساليب مبتكرة مثل أقنعة الغازات أو خوذ الرأس أو إلتقاط الصور بجوار سيارات محترقة مع إستخدام مؤثرات صوتية و بصرية, مع تحديد أهداف للمظاهرات، مثل تحرير العبيد, إنقاذ مخطوفين, محاربة عصابات الأشرار.
حب الوطن
أشار بدران إلى أن حب الوطن قوة جبارة تغني عن الشعور بالعجز والضعف والإذلال وامتهان الكرامة.
لذا أكد بدران أننا في حاجة لثقافة جديدة تعيد التأكيد على حب النفس بصورة سوية.. موجهاً دعوة لنشر الحب في كل مكان ابتداءً من حب البيئة التي تحيط بالإنسان وتخليصها من الملوثات وحب الأرض وحب العمل.
فالشخص الذي لا يملك قوت يومه لا يملك حريته، إن الله يرزق من ينطلق سعياً للحصول على الرزق، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، سورة الملك، ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة النحل.
قال عمر بن الخطاب: (أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لاصناعة له سقط من عيني). فحب الوطن يخلصنا من الكسل، ويحارب التواكل، فهو قوة جبارة تغنينا عن الشعور بالعجز أو الضعف أو الإذلال وإمتهان الكرامة.
مـحـيـط ـ مــروة رزق
علوم
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الخميس , 24 - 2 - 2011 الساعة : 8:7 مساءً
توقيت مكة المكرمة : الخميس , 24 - 2 - 2011 الساعة : 11:7 مساءً
المفضلات