التوتر في الشركات يصنع المعجزات!








تظهر الدراسات أن الموظفين السعداء قد يصابون بالملل واللامبالاة ويصبحون أقل إنتاجية،لكن يبدو أن القدر الملائم من التوتر يمكن أن يصنع المعجزات في الشركات.

على عكس الحكمة التقليدية الدارجة في مجال الإدارة، والتي تقول أن الموظفين المتفقين هم موظفون راضون ومنتجون، فإن قائد فريق العمل لايجب أن يقضى معظم وقته في مساعدة فريق عمله على الاندماج.

فقد أظهرت الأبحاث في شركات كبرى من مختلف القطاعات أن الموظفين السعداء قد يصابون بالملل واللامبالاة ويصبحون أقل إنتاجية من أولئك الذين يخضعون لقليل من التوتر المحكم، وفقا لدراسة جديدة أعدتها بوز أند كومباني بالشراكة مع مركز كاتزنباخ وهو مركز جديد يعنى بوضع وتطبيق أفكار تجديدية في ثقافة الشركات، أنشئ في إطار شراكة استراتيجية مع بوز أند كومباني وشركة الاستشارات الادارية كاتزنباخ بارتنرز ال ال سي ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.







الصراع المفيد

يقول جو صدي رئيس بوز أند كومباني ومديرها العام في الشرق الأوسط: «أن مقداراً معيناً من الصراع مفيد للشركات التي تصل بالفعل إلى أدائها الأقصى في ظل المقادير الصحيحة من الضغط. كما أن أحد أعمدة عمل أي قائد أو مدير، خلق المعارك الصحيحة والتأكد من خوضها بطريقة سليمة. هذا ما يسمى خلق «المعركة الصحيحة» أي استخدام التوتر بطريقة إستراتيجية لإخراج أفضل ما لدى الهياكل التنظيمية وقادتها».

تطلق «المعارك الصحيحة» العنان للقدرات الخلاقة والإنتاجية لدى فرق العمل والشركات والجماعات وتؤسس لقدرات أفضل. لكن لكي تكون فعالة، يجب على هذه المعارك أن تكون مصممة بشكل جيد وخاضعة لقواعد معينة. ولا يمكن طبعا التغاضي عن الترابط والانضباط. فمن دونهما قد تخوض الشركات معارك خاطئة. أما في ظل الترابط والانضباط والتوتر المضبوط فبإمكان الشركات أن تبدأ تحقيق قدراتها.




فنون القيادة

بالرغم من اعتبار هذا النهج فنا من فنون القيادة فإن القواعد العامة تبقى واضحة، «وبتطبيقها يمكن بسهولة التمييز بين معركة صحيحة وأخرى خاطئة. والأهم أنه من خلال عملنا يفهم العملاء متى يجب أن يقاتلوا وكيف يحولون النزاعات الحتمية إلى أداء منتج»، كما يقول الشريك في بوز أند كومباني بهجت الدرويش.

من مهمات القائد أن يحقق الترابط والانضباط أولا، ثم أن يعرف كيف ومتى يضخ الكمية الصحيحة من التوتر في الشركة لإبقاء الزخم قائما والتقدم على نحو ثابت.

ومن الضروري تحقيق التوازن السليم حيث أن ليس كل توتر منتجاً. فكيف يصل قادة العمل إلى المعادلة المطلوبة؟





تجنب المعارك الخاطئة

بغية فهم أفضل لما يشكل معركة صحيحة، من المهم أن ندرك ما هي المعركة الخاطئة. والمعارك الخاطئة لطالما عرقلت حياة الشركات ، إذ نشهد على الدوام الصراعً على المراكز، والغرور، والانشغالات التافهة تكبّل العمل على المدى الطويل. وثمّة مذنبون ثلاثة في قلب كل المعارك الخاطئة:

1. مشاكل الترابط والانضباط (خصوصًا ماليًا)

2. النجاح الباهر (المؤدّي إلى اللامبالاة)

3. الأهداف الخاصّة (التي تعرقل أهداف الشركة)

تكون العوائق الخارجية عادة انعكاسًا للعوائق الداخلية. ويؤدّي النجاح غالبًا إلى اللامبالاة التي يمكن أن تمحو ذلك التوتّر المنتِج. غير أنّ الفشل بدوره يمكن أن يكون مدمّرًا للمعارك الصحيحة. ويفعل الترابط والانضباط فعلهما في الأوضاع المتأزّمة، لكن قد يكون من الصعب معرفة الحد الملائم. ومن هنا نفهم لماذا لا ينجح القادة الجيّدون غالبًا خلال الأحوال والأوقات العادية.


المصدر || Arabian Business