أصحاب النزعات النرجسية
لايمثلون قادة جيدين للأعمال











ذكرت دراسة حديثة أجرتها Kathy Schnure أحد الأساتذة في Georgia Institute of Technology ، والتي تهدف فيها لمقارنة التقديرات الخاصة بالقيادة المحتملة للأفراد ممن يملكون معدلات مرتفعة من النرجسية، مقارنة بأفراد يظهرون معدلات تقع بين الضعيفة و المتوسطة للنرجسية، أن الأفراد الذين يظهرون ميولا نرجسية قوية مثل الاستغلال، الاستحقاق، القيادة، النفوذ، التفاخر، الغطرسة، الإعجاب بالذات، يمكلون معدلات أكبر من القدرات القيادية عن الأفراد الذين أظهروا معدلات من النرجسية تقع بين الضعيفة و المتوسطة.








ومن ناحية أخرى، ففي الوقت الذي يحصل فيه النرجسيون على أدوار قيادية، والتي غالبا ما تكون بناء على شخصيتهم التي تتمتع بالجاذبية، وقدرتهم على إقناع الآخرين بتقبل وجهات نظرهم، فإن بعضا من الصفات غير الظاهرة من شأنها أن تمنع وجود أي نوع من القيادة الجيدة.

ووفقا لأحد الأساتذة في University of Florida فإن هذا الجانب المظلم من الأفراد قد يتمثل في ثقة مبالغ بها في القيمة الذاتية للفرد، فالنرجسيون يملكون حسا تنافسيا شديدا، وأنانيون، و استغلاليون، ويحبون جذب الانتباه إليهم، كما يميلون لأن يحيطوا أنفسهم بأفراد يرون أنهم أدنى منهم شأنا. وعندما يوضعون في موقف تنافسي، فإنهم غالبا ما يحطون من قدر أي شخص و يقللون من شأنه، حتى أقرب الناس إليهم، حيث ينظرون إليهم بوصفهم يمثلون تهديدا.

وذكرت الدراسة أنه على العكس مما سبق، فإن القادة ممن يتمتعون بشخصية جذابة ليس بالضرورة أن يكونوا نرجسيين. فالقادة ممن يتمتعون بشخصيات جذابة ليسوا استغلاليين، ولا يقومون بإعاقة الآخرين وسحقهم للوصول إلى ما يرغبون في تحقيقه، وإنما عوضا عن ذلك يقومون بإظهار تعاطفهم تجاه موظفيهم.



وإجمالا، فإنه على الرغم من أن النرجسيين يملكون رؤية قوية فإنهم ليسوا جيدين في العمل مع الآخرين، و في النهاية فإنهم يضرون بالمنظمات التي يعملون بها، حيث أنه فيما يتعلق بالتعامل مع الآخرين بشكل يومي فإنهم يصبحون مضرين لمرؤوسيهم، وهو ما يظهر بشكل جلي وبخاصة عندما يتعرف الموظفون على الطريقة التي يقوم بها القائد النرجسي بالتعامل مع موظفيه، وبعدها لاتدوم الانطباعات الأولية الجيدة التي تركوها لدى الآخرين.

وأكدت الدراسة على أن الصفات السابقة تعتبر سببا كافيا للمديرين المسؤولين عن العمليات التوظيفية لأن يكونوا أكثر إدراكا للسمات الشخصية للأفراد النرجسيين. ففي حين أنه قد تكون المظاهر الأولية جيدة، فإن المديرين في حاجة لأن يجتهدوا قبل توظيف شخص ذي نزعات نرجسية.

وانتهت الدراسة إلى التأكيد على أنه من الجنون الاعتقاد بأن النرجسية تعتبر سمة يمكن تصحيحها نتيجة للتدخل المنظمي،

وفي أفضل الأحوال، يمكن للمنظمات أن تحاول احتواء شخصا نرجسيا و التحكم بتصرفاته، ولكن على الرغم من ذلك، فإنها صفة يجب أن يحذر منها المديرون.
مجموعة تطوير الذات