دراسة في علم الاعصاب تكشف أن السواقة الرديئة أساسها وراثي وترتبط بجينات تزيد من ارتكاب الاخطاء.




واشنطن - قال علماء في مجال طب الأعصاب إن ما يظهره بعض الأفراد من عدم القدرة على قيادة المركبات بشكل جيد، قد يرتبط بعوامل جينية يمتلكونها.

ويعزو فريق العلماء الذي ضم اختصاصيين من جامعة "كاليفورنيا- ارفين" الأميركية انخفاض مستوى مهارات قيادة المركبات عند البعض، بأن مرتبطٌ بتغير جيني يمتلكه الفرد، له علاقة بزيادة ارتكاب الأخطاء ونسيان ما تم تعلمه من أمور تتعلق بالقيادة، وذلك بعد مرور فترة زمنية طويلة.

واوضحوا أن هذا التغير الجيني يحد من توافر بروتين يُدعى اختصاراً BNDF والذي يحافظ على قوة الذاكرة عن طريق دعم التواصل بين خلايا الدماغ، وجعلها تعمل بكفاءة مثلى، وهو يُفرز عند قيام الفرد بنشاط ما، في الأجزاء الدماغية ذات الصلة بهذا النشاط، ليساعد الجسم على الاستجابة بشكل سليم.

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى صغر المساحات الدماغية التي يتم تحفيزها عند القيام بمهمة معينة، بالنسبة لمن يمتلكون هذا التغير الجيني، وذلك مقارنة مع الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى ذلك تبين أن هذا التغير يظهر ارتباطاً بعدم قدرة الفرد على التعافي عقب الإصابة بالسكتة، الأمر الذي دفع العلماء إلى البحث فيما إذا كان هذا التغير الجيني له علاقة بممارسة الفرد نشاط قيادة المركبات.

وأجرى فريق العلماء من الجامعة دراسة شملت مجموعة من المتطوعين، الغالبية منهم تمتلك التغير الجيني المشار اليه، حيث طُلب إليهم القيادة على جهاز محاكاة لقيادة المركبات لخمس دورات، الأمر الذي تطلب معرفة الفروق الدقيقة في مسار تمت برمجته ليحوي منعطفات ونقاط التفاف صعبة، وقد تم رصد مدى التزام المشارك بالمسار المحدد خلال تلك الفترة. كما قام العلماء بإعادة الاختبار بعد مرور أربعة أيام.

وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "قشرة المخ" الصادرة لشهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2009 إلى أن الأشخاص الذين امتلكوا هذا التغير الجيني كان أدائهم في اختبارات القيادة أسوأ مقارنة مع الآخرين، وذلك في كلتا المرتين، كما أن تذكرهم لتفاصيل المسار كان الأضعف بين المشاركين.

من جانب آخر، أبرزت الدراسة أن تأثيرات امتلاك هذا التغير الجيني ليست دائماً سيئة، إذ أشار الباحثون إلى أن حدة التفكير عند هؤلاء الأشخاص تتأثر بدرجة أقل لدى إصابتهم بأمراض الضمور العصبي كالشلل الرعاشي والتصلب اللويحي المتعدد، وذلك مقارنة مع المرضى الآخرين. (قدس برس)
ميدل ايست اونلاين
علوم