النحل من أشد المخلوقات حرصا على التضحية في سبيل الجماعة

هل حب التضحية سلوك وراثي؟



دكار - يبدو أن الاستعداد الفطري لدى بعض المخلوقات مثل النمل والنحل للتضحية بحياتها في سبيل سلامة المستعمرة التي تنتمي إليها يتحدى نظرية داروين الخاصة بالبقاء للأصلح، حسب ما أشار إليه باحثان من المملكة المتحدة في تقرير جديد عن أصل الإيثار في علم الوراثة.

وجاء في ورقة البحث الصادرة عنهما "إذا كان الإيثار يحد من إمكانيات تكاثر الكائنات التي تتصف به، فلماذا لا تتعرض تلك المخلوقات للاندثار طبقا لنظرية الانتقاء الطبيعي."؟

ويرى الباحثان أن الحشرات التي تضحي بحياتها دفاعاً عن المخزون الغذائي للمستعمرة والأعضاء غير القادرين على الإنجاب الذين يعملون بكد في مجتمعات الحشرات يعدون من "أشد المخلوقات إيثارا". وبما أن هناك صلة قرابة بين جميع أعضاء مستعمرات الحشرات، استخلص الباحثان أن الحشرات التي تتصف بالإيثار تساهم في تعزيز فرص تمرير جيناتها، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عبر نكران ذاتها والحرص على استمرار ونمو العش الذي تنتمي إليه.

من هذا المنطلق، يتساءل الكاتبان عما إذا كان الإيثار الذي يتصف به العاملون في المجال الإنساني يشكل صفة مبرمجة وراثيا تهدف للحفاظ على الخلية الإنسانية في العالم؟ ويرد عليهما عامل إغاثة طلب عدم الإفصاح عن اسمه، يعمل في الميدان منذ عدة عقود، قائلا:"عندما يتساءل المرء عما إذا كانت النزعة الإنسانية وراثية فإنه يفترض أن العمل الإنساني مرتبط بالإيثار، وهو ما لا ينطبق، حسب اعتقادي، على جميع عمال الإغاثة بأي حال من الأحوال".

وفي هذا السياق، أوضح ستيوارت ويست، أحد مؤلفي التقرير، لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" أن علم الوراثة لا يمكن أن يفسر كل السلوكيات، "فهناك على ما يبدو بعض الأدلة على أن الجينات تؤثر تأثيرا مباشرا على مستوى الاستعداد للمساعدة لدى البشر. ولكن تأثير ذلك يبقى ضئيلا مقارنة بغيره من العوامل الأخرى مثل الظروف البيئية والسلوكيات المكتسبة". "ايرين
العرب اون لاين
علوم
17-3-2010 13:19:28