حقائق حول منافع محو الأمية وتعليم الكبار


محو الأمية حقٌ أساسي من حقوق الإنسان ووسيلة للتمتع بالحقوق الأخرى للفرد (الحقوق الاجتماعية – الصحية – السياسية). ففي الغالب عدم معرفة القراءة والكتابة تعيق الأفراد من الانتفاع بحقوقهم.


يشمل محو الأمية العديد من المنافع البشرية مثل تقدير الفرد لذاته، وثقته بنفسه، وتعزيز قدراته الشخصية، وإتاحة مجال أكبر للعمل الفردي والجماعي. ولقد أثبتت دراسات عديدة في البرازيل والهند ونيجيريا والولايات المتحدة مدى تأثير تعليم الكبار على تقدير الدارس لذاته في أسرته الصغيرة وفي مجتمعه الكبير، وكذلك في تعزيز قدراته الشخصية للتواصل مع محيطه في العمل والمجتمع المحلي وتعزيز مشاركته في النقابات وفي برامج التنمية المجتمعية.




وتشمل المنافع الثقافية لمحو الأمية تمكين الدارسين على الانخراط في ثقافتهم المحلية وتقبل التنوع الثقافي وبناء قيم واتجاهات إيجابية. وقد أثبتت دراستان في باكستان على سبيل المثال أن النساء الشابات والدارسات يوجدن وقتاً خاصاً للتساؤل حول القيم والاتجاهات الايجابية، وفي ماليزيا قام الدارسون في برامج تعليم الكبار بتأليف قصص تعتمد على الحكايات الشعبية.




وتشمل المنافع الاجتماعية معارف أفضل عن الصحة والتخطيط الخاص بالأسرة وتدابير الوقاية الصحية للدارسين أنفسهم وأولادهم. وقد أثبتت الدراسات في دول عديدة أن النساء اللواتي شاركن في برامج محو الأمية، هن أكثر استعداداً للوقاية الصحية. كما أثبتت الدراسات في النيبال والسلفادور أن الدارسون في برامج محو الأمية لديهم قدرات أفضل للمشاركة السياسية والقدرة على المساهمة في أنشطة المجتمع المحلي وممارسة حقهم الانتخابي. ولقد أثبتت البحوث أن الآباء المتعلمون يميلون أكثر من غيرهم إلى إرسال أولادهم إلى المدرسة. ففي الهند تم تصميم حملات محو الأمية من أجل مكافحة استهلاك الكحول لدى الرجال، وتعزز برامج محو الأمية حقوق المرأة في المساواة.






وتشمل المنافع الاقتصادية بناء مهارات الدارسين الحرفية لزيادة دخلهم الفردي. فقد بينت دراسة أجريت في أربعة وأربعين بلداً أفريقياً أن محو الأمية يمثل أحد المتغيرات ذات التأثير الإيجابي على نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وتبين الدراسات الحديثة أن لمحو الأمية تأثيراً إيجابياً على كسب المال يتعدى تأثير السنوات التي يقضيها الطالب في المدرسة. كما أكدت نتائج البحوث القائمة في بعض البلدان أن أداء الكبار الذي قضوا سنة في برامج محو الأمية أعلى من أداء الأطفال في الصف الرابع الابتدائي. واستناداً لاستعراض مشروعات لمحو الأمية في ثلاث بلدان (بنجلاديش- غانا- السنغال) أن تكلفة دارس ناجح في تعليم الكبار تقل بنسبة 30% من تكلفة دارس لأربع سنوات في التعليم الابتدائي. ونستنتج من ذلك أن الاستثمار في برامج محو الأمية أقل تكلفة وذو فعالية مرتفعة.