التجربة المصرية في التدريب وكيفية التعاون بين الدول العربية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
الدكتور/ بهنسي محمد نصير
رئيس قسم تخطيط شبكات الاتصالات
المعهد القومي للاتصالات
ملخص
شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية تحسنا ملحوظا خلال السنوات العشر الأخيرة وذلك من خلال تقديم خدمات جديدة. وقد تطلب ذلك إعادة تطوير وبناء كوادر بشرية تواكب الخدمات الحديثة. وقد تطلب ذلك تفعيل التعاون بين مختلف الإدارات العربية المنوطة بالعملية التدريبية لرفع مستوى الأداء وتوفير العمالة الفنية المدربة وذلك من خلال وضع أسلوب جديد في البرامج التدريبية.
وتستعرض هذه المقالة تجربة المعهد القومي للاتصالات في عملية الأشراف العلمي على المعاهد والمراكز الخاصة للحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من دبلومات فنية للحصول علي دبلوم تدريبي فوق المتوسط في مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات موضحاً الخطة الدراسية وتوصيف المحتوي العلمي للمقررات التخصصية مع تقديم مقترح للتعاون مع الدول الشقيقة في نشر هذا النوع من التدريب المتخصص من خلال الأشراف العلمي وتوفير البرامج والخبراء والدعم الفني باستخدام تكنولوجيا التعليم عن بعد وذلك لتحقيق الاكتفاء من الكوادر البشرية المؤهلة لتغطية هذا القطاع الهام والحيوي.
جاء في المقدمة :
شهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في البلدان العربية تحسنا ملحوظا خلال السنوات العشر الأخيرة وساعد على هذا التحسن توظيف رؤوس الأموال الحكومية في قطاع شبكات الهواتف المحمولة وانتشار المدن التكنولوجية ولو على نطاق محدود.
وبرزت أهمية تزايد المجالات التقنية في ظل التطورات الاقتصادية في عالم سمته التغيير والتمايز للمناهج الاقتصادية وازدياد السرعة في مجال تكنولوجيا المعلومات ودخول قواعد جديدة للمنافسة والاندماج وخاصة والمنطقة العربية تسعى للحاق بالعصر التكنولوجي وتطوير البنية الأساسية لشبكات الاتصال ودعم شبكة الإنترنت إلى جانب استخدام الأقمار الصناعية العربية والذي أدى إلى تزايد عدد المشتركين مما تطلب بدوره إعادة تطوير الخدمات وأجهزة التنمية وتبنى إستراتيجيات جديدة تكفل مستوى أفضل للمنافسة وتحسين في مستوي تقديم الخدمة.
و لقد أدت السياسات التي تطبقها الحكومة المصرية إلى زيادة حجم الطلب على القوى العاملة المؤهلة والمدربة من أبناء الدولة ويأتي هذا التوجه في إطار حرص الحكومة على تنويع اقتصادياتها ومن منطلق إدراكها بأن توفر الموارد والكفاءات البشرية المدربة والقدرات الماهرة يساهم في اجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية. ومن ثم ازداد حجم الطلب بشكل لم يسبق له مثيل على الخدمات التدريبية ذات المستويات العالمية في المنطقة وذلك من خلال وضع خطة قومية للتنمية البشرية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وفي إطار ثورة العلم والمعلومات وتطور وسائل الاتصالات التي حولت العالم إلي ما نسميه القرية الصغيرة أصبح الأخذ بهذه التكنولوجيا ليس مجرد اختيار الرفاهية ولكنه التزام باستخدام آليات العصر لمواءمة التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات المتسارع والمعقد والذي يصعب التنبؤ بمعالمه وأفاق تطوره.
وتقدم المقالة عرضاً للتجربة الخاصة بالمعهد القومي للاتصالات بتنفيذ برنامج تدريب العمالة الفنية المتوسطة من خلال معاهد ومراكز يقوم المتخصصون في المعهد القومي للاتصالات يوضح المناهج الدراسية والمعملية المناسبة كما يقومون بعمل تقييم لتلك المراكز وكذلك للعملية التدريبية والمتابعة المستمرة لتنفيذ البرنامج التدريبي واعتماد نتائج الأمتحانات ومنح الشهادات.
المفضلات