من أجل تنمية بشرية في لبنان
بقلم
دكتور أنيس أبي فرح
جاء في المقدمة:
تعتمد المجتمعات على مواردها للنهوض والتقدم. ولأن الموارد البشرية هي الأهم إذ أن أي مجتمع هو بشر قبل أن يكون أي شيء آخر وهم الذين يفكرون ويبدعون ويصنعون ويستهلكون و يفكرون وغيره فإنه مقبول عالميا" أن الاستثمارات في الموارد البشرية هي أهم الاستثمارات على الإطلاق. وكي لا تأتي هذه الاستثمارات خبط عشواء كان لا بد من اكتشاف الحقائق والقوانين التي تجعل من الاستثمارات في الموارد البشرية مشاريع ذات مردود عال تعود بالنفع الأكبر على المجتمع اقتصاديا" واجتماعيا" وسياسيا" وإنسانيا".
تكتشف هذه القوانين والمعارف بالبحث العلمي والمعرفة المحصلة ذات قيمة غالية فلا يجوز هدرها والدوران حولها أو التشبث بما يناقضها من الأعراف والموروثات. لذلك وجب تطبيقها بربط البحث العلمي في كافة المواضيع بمؤسسات المجتمع كافة للاستفادة القصوى من المعرفة الجديدة. ولجعلها تدر أضعاف الاستثمارات الموظفة لاكتشافها فتتفاعل النتائج وتتصاعد الأرباح وتنعم المجتمعات بخبراتها.
الوضع السكاني للبنان
هذا بشكل عام ، وإننا في لبنان لم نصل بعد إلى هذا الوعي على المستوى العام لدور إدارة الموارد البشرية في التنمية و النهوض والتقدم. ولكن علينا أن نسعى لتبديل المفاهيم السائدة والعمل على إبلاء هذا الموضوع ما يستحق من اهتمام وجدية.
وسنعرض في الفقرات التالية أولا" للواقع السكاني للبنان بحسب ما توفر من إحصاءات أخضعناها لتمحيص معمق للتحقق من معقوليتها. ونعطي في الجدول رقم 1 تطور أعداد السكان المقيمين والمغتربين.
المفضلات