نمو البذرة...وظفوا هذا العرض في دوراتكم بطريقتكم الخاصة
احببت ان اتشارك معكم هذا العرض البسيط من نوعه و العميق في معناه
في كثير من الاحيان
تكون قدراتنا الابداعية
مدفونة في اعماق نفوسنا
وراء المشاكل و الظروف الصعبة
وراء الضغوط و المعاناة
لكن في لحظة ما
وفي وقت معين
عندما يكون الاوان قد حان
تتفجر هذه الطاقات
موهبة وابداعا
تتفجر بذلا و عطاء
وتتحول حياتنا لمساحة خضراء كبيرة نتقاسمها مع الآخرين
تماما
كنمو البذرة
التي تظل عشر سنوات مدفونة تحت التراب الجاف
تنتظر ان تأتيها قطرة ماء لتنتعش وتنمو من جديد
وفي يوم ما و لحظة ما ترعد السماء
وتعصف الرياح
ويعم الضباب
وفي هذه الظروف
تهطل الامطار معلنة بداية جديدة لتلك البذرة
فتنمو و تكبر و تحول لشجيرة
و الشجيرة لشجرة
و الشجرة لاشجار و غابات
تماما كطاقة الانسان
تماما كقدراته
ارجو لكم متابعة طيبة
ودمتم بخير
الاعضاء المحترمين
ahmad shaheen
استاذ خالد عبد الهادي
السفيرةاشكركم على المرور و التعليق
العرض يناسب تماما الحكمة التي ألفها ابن عطاء الله الاسكندري والتي يقول فيها:
ادفن وجودك في أرض الخمول فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه
وقد شرحها العالم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه شرح الحكم العطائية في الصفحة 156:
الخمول عموما يعني الكسل لكن هنا جاءت بمعنى الابتعاد عن الاضواء و عن اسباب الشهرة
و(هذه رسالة قوية لكل المدربين الجدد في عالم التدريب).
فعندما تريد النهوض بمهامك الدنيوية او الدينية عليك قبل ان تشتهر بين الناس و قبل ان يروك على مسرح الاحداث و يشار الايك بالبنان أن تدفن وجودك لمدة من الزمن في ارض الخمول اي بعيدا عن الشهرة متواريا عن اضوائها و ليكن عملك خلال ذلك هو السعي الى ان ترعى ذاتك و ان تنضج عقلك و ان تربي نفسك و ليكن همك محصورا في ذلك...
وانت لا تستطيع ان ترعى نفسك الا ان كنت مختليا بنفسك بعيدا عن الاضواء الاجتماعية و تيارات الانشطة العامة.
ويشبه ابن عطاء الله هذا القانون التربوي في حياة الانسان بالقانون ذاته في عالم النبات !..فالنواة التي تريد ان تستنبتها ستمحق و تموت اذا انت القيتها رأسا عى وجه الارض و تركتها ظاهة بين الاتربة و الحجارة تشرق الشمس المحرقة و ويتخطاها الغادي و الرائح.
وانما السبيل لاستنباتها ان تدفنها في ظلمات التراب و باطن الارض و تترك على هذه الحالة مدة بحيث تتفاعل مع ذاتها و ينضج ثم ينبعث كل ما أودعها الله في داخلها من الخصائص المتمثلة في اوراق و عروق تتجه صاعدة الى وجه الارض تمزق الاتربة التي فوقها بل تشق الحجارة التي في طريقها لتصافح الهواء الساري و لتتغذى بضياء الشمس المشرقة ......
لمزيد من المعلومات ادعوكم لقراءة كتاب شرح الحكم العطائية للدكتور محمد سعيد ومضان البوطي.
تحياتي للجميع
المفضلات