عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
شجرة تشبه المسلم .
شجرة تشبه المسلم
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ : صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى المَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ، فَقَالَ : "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُهَا كَمَثَلِ المُسْلِمِ"، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ : هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "هِيَ النَّخْلَةُ"[1].
من فوائد الحديث :
1- توقير ابن عمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يحدث عنه إلا للحاجة، خشية الزيادة أو النقصان[2].
2- ظهور فهم ابن عمر وذكائه منذ صغره. حيث جاء في نفسه أنها النخلة بالقرينة وهي الجمار الذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحضره أمامهم.
3- تمني عمر رضي الله عنه أن يجيب ابنه عبدالله بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -[3]ليزداد منه حظوة، ولعله بهذا أن يحصل على دعوة منه - صلى الله عليه وسلم.
4- على الصغير أن يقدر الكبير، وخاصة إذا كان عالمًا، وألا يبادر بالإجابة في شيء فهمه، وإن ظن أنه الصواب.
5- تشبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - النخلة بالمسلم من جهة البركة ، فبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، ومستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس وهي تؤكل بأنواع شتى، وينتفع بجميع أجزائها؛ حتى النوى يوضع علفًا للدواب، وكذلك ليفها يصنع منه الحبال ومن سعفها تبنى به البيوت إلى غير ذلك من المنافع، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.
6- ضرب الأمثال، وإلقاء السؤال، وطرح الألغاز، مما يزيد في الفهم، ويقرب في إيصال المعلومة، وأدعى للقبول، ويرسخ المعنى المقصود في العقول.
7- استحباب الحياء، ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة.
8- من شفقة الوالد على ولده وحبه له، أن تمنى عمر رضي الله عنه أن يكون لولده الخير والرفعة دون غيره[4].
9- الحرص على اختيار الصحبة الصالحة، وخاصة في السفر.
10- أثر الصحبة على الإنسان، فهذا مجاهد تأثر بصحبته لابن عمر؛ فاستفاد من علمه، ونقل لنا هذا الحديث، وغيره من الأحاديث.
11- الحرص على قلة الكلام إلا فيما يفيد، وكلما مسك الإنسان لسانه كان خيرًا له.
12- تشرف هذا الصحابي الصغير بحضور مجلس عظيم، بل هو أعظم وأشرف مجلس يحضره إنسان. فهو شرف وعز وفخر له.
13- هيبة مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ له مكانته وقدره العظيم في نفوس الصحابة.
14- حسن تربية هذا الصحابي، وأدبه.
15- فرح عمر رضي الله عنه بتفوق ابنه، وظهور نجابته وهو في هذا العمر.
****************************************
[1] البخاري 72، 131..، مسلم 2811.
[2] مستفاد من فتح الباري 1/165.
[3] البخاري 131، 6498، مسلم 2811.
[4] من 1- 8 مستفاد من فتح الباري 1/145- 146.
المفضلات