عن أبي سعيد رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ومن يستعفف يُعفّه الله. ومن يستغن يُغنه الله. ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله. وما أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"متفق عليه.

هذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعة نافعة.
إحداها: قوله: "ومن يستعفف يعفه الله"
والثانية: قوله: "ومن يستغن يغنه الله"
وهاتان الجملتان متلازمتان، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين، فليس الغني عن كثرة العَرَض، إنما الغنى غنى القلب.
وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة، والنعيم الدنيوي، والقناعة بما آتاه الله.
والثالثة قوله: "ومن يتصبر يصبره الله".

ثم ذكر في الجملة الرابعة: أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه، إعانة على الأمور.

والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها.
فلهذا قال: "ومن يتصبر" أي: يجاهد نفسه على الصبر "يصبره الله" ويعينه وإنما كان الصبر أعظم العطايا، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حالة من أحواله تحتاج إلى صبر.
فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله، حتى يقوم بها ويؤديها.
وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخطها.

والصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته ******* لكن عواقبه أحلى من العسل