ضماد رضي الله عنه
رجل من أزدشنودة
هو رجل من أزد شنودة، كان يرقي المرضى تعوذا من الأذى، وعندما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وما يدعو اليه، وتسفيه قومه له، عرض على قريش أن يجمعوه به لعله يستطيع مداواته.
اسلامه رضي الله عنه
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: قدم ضماد وهو رجل من أزدشنودة، وكان يرقي المرضى من هذه الرياح، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون: أنّ محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال: أين هذا الرجل؟ لعلّ الله يشفيه على يدي، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: اني أرقي من هذه الرياح، وانّ الله يشفي على يديّ من شاء، فهلمّ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: انّ الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك الله، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، فقال ضماد: والله لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء، وما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلمّ يدك أبايعك على الاسلام، فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: وعلى قومك، فقال ضماد رضي الله عنه:أعد كلماتك هؤلاء يا رسول الله، فلقد بلغن قاموس البحر.
ولنترك ضماد رضي الله عنه يحدثنا عن قصة اسلامه بنفسه فيقول:
قدمت مكة معتمر، فجلست مجلسا فيه أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، فقال أبوجهل: هذا الرجل قد فرّق جماعتنا’ وسفه أحلامن، وأضلّ من مات من، وعاب آلهتن، فقال أمية: الرجل مجنون بلا شك، فوقعت كلمة مجنون في نفسي وقلت: اني رجل أعالج من الريح، فقمت من لك المجلس، وطلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أصادفه ذلك اليوم، حتى كان الغد وجدته جالسا خلف المقام يصلي، فجلست حتى فرغ، ثم جلست اليه وقلت: يا ابن عبد المطلب، فأقبل عليّ فقال: ما تشاء؟ فقلت: اني أعالج من الريح، فان أحببت أعالجك ولا تكبرن بك فقد عالجت من كان به أشدّ مما بك فبر، وسمعت قومك يذكرون فيك خصالا سيئة، من تسفيه أحلامهم، وتفريق جماعتهم، وتضليل من مات منهم، وتعييب آلهتهم، فقلن: ما فعل هذا الا رجل به جنة (جنون).
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، فسمعت كلاما لم أسمع بأحسن منه من قبل قط، فطلبت منه أن يعيده عليّ، فأعاده، ثم قلت له: الام تدعو؟ فقال: الى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتخلع الأوثان من رقبتك، وتشهد أني رسول الله، فقلت: فماذا لي ان فعلت؟ قال: لك الجنة، فقلت: أشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له، واشهد أنك عبد الله ورسوله، وأخلع الأوثان من رقبتبي وأبرأ منه.
فرضي الله عن ضماد وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاه.