جعل الإسلام أساس العلاقة الزوجية على المودة والرحمة وذلك في قول الله{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}الروم21

فجعل أساس العلاقة الزوجية التواد والتعاطف والتراحم ، وجعل أساس تربية الأولاد الشفقة والعطف والحنان والبر

لكن الشأن التنظيمي - والإسلام دين تنظيم شامل لكل دروب الحياة - فجعل لكل بيت قيِّماً يكون له الكلمة النهائية في الأمر بعد مشاورة من يعولهم ، فجعل صاحب القيادة هو الرجل ، وكلَّفه نظير ذلك بالإنفاق على المنزل من كدِّه وعمله ، ولما كانت مقتضيات النجاح أن يكون القائم حازماً في بعض أحيانه كما قيل :

قسى ليزدجروا ومن يك حازماً
فليقسوا أحيانا على من يرحم



أعطاه الإسلام سلطة محدودة في حالة النشوز أي {الخلاف والعصيان وعدم الطاعة} فقال تعالى {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} النساء34

والآية واضحة وجليّة ، فالمرأة المطيعة الموافقة لزوجها ، حسنة العشرة معه ، أخبر الله أنه لا سبيل له إلى استخدام العنف معها بأي وسيلة أو ضربها ، أما المرأة المريضة بمرض الخلاف والنفور والشذوذ عن الطاعة فوضع الله له خطة لعلاجها :

تبدأ أولاً بنصحها ووعظها برفق ولين ، فإن لم تنجح هذه الوسيلة هجرها في المضجع ، والهجر في المضجع بأن ينام معها في غرفة واحدة ويمتنع عن جماعها فقط ، لكن لا ينام في غرفة أخرى ويتركها بمفردها حتى لا يتسع الخلاف.

فإذا لم تستجب لذلك تظاهر بأنه سيعاقبها بعقوبة الضرب ، والضرب هنا وضحه الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه بأن يعقد منديلاً صنع من قماش ويضربها به ، ولما كانت هذه الآلة - وهي المنديل - للضرب لا توجع ولا تترك أثراً اتضح أن الهدف هو زجرها وتهديدها بالضرب فقط ، وليس الضرب فعلياً

وقد زاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمر إيضاحاً فنهى عن الضرب على الوجه أو أن يؤدي الضرب إلى ترك أثر عضوي بجسمها ، ومن هنا ندرك أن الضرب يكون للمريضة بمرض النشوز فقط بما وضحنا وبينّا ، وكذلك الأمر بالنسبة للأولاد

فكل ما في الأمر هو التخويف بالعقوبة مع عدم استخدامها إلا بالطريقة السديدةالتى وضحها القرآن والسنة لتقويم المعوج وإصلاح المنحرف ، أما المرأة الصالحة والولد الصالح فلا سبيل لأحد عليهمuf