خلق الله الكون وجعله كله مسخراً للإنسان ، وجعل الإنسان مسخراً لطاعة الرحمن ، ولما كان الخالق أعلم بصنعته فينبغي على الإنسان العاقل أن ينفذ الإرشادات والتعليمات التى طالبه بها الصانع فما بالك والصانع قد أنزل كتاباً يحوي هذه التعليمات ، وجعل معه مهندساً وهو النبي والرسول الذي يشرح ويبين ويفصل هذه التعليمات فعلى الإنسان أن يعمر الكون فيعمل ويصنع ويزرع ويأكل ويشرب ويستمتع هو وغيره من بني الإنسان بخيرات الله في الكون ، على أن يراعي جيداً وبدقة بالغة التعليمات والإرشادات التى وضحها له خالق الأكوان فإذا أخبر الله أنه جعل النهار معاشاً والليل سكناً فعليه لكي ينجح في دنياه ويسعد في أخراه أن يحقق ذلك إلا في الضرورات التى لا غنى له عنها ، فالضرورات تبيح المحظورات وإذا تناول طعاماً أو شراباً ليتقوى به ويتلذذ بطعمه ويستعين به على حياته فعليه أن يبتعد عن المطاعم والمشروبات التى حرمها الله عليه في محكم الآيات وإذا أراد أن يقضي شهوته ويحظى بذرية طيبة فعليه أن يسلك الطريق الشرعي الإلهي وهو الزواج بالشروط الشرعية ويبتعد بالكلية عن الطرق المعوجة الشيطانية وقس على ذلك بقية الأمور ، فقد قال الله تعالى فيمن يمشي على هواه ويتعامل مع الأكوان بشرع الله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل97 -