فقد قرأت المقالة المعنونة بـ(عالمية القرآن الكريم) لكاتبها الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في العدد 14701 الصادر يوم الجمعة 15-2-1434هـ، حيث إن ما ذكره الأستاذ العُمري لهو من المشاهدات التي تأثرنا بها جميعاً نحن أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره فهؤلاء الفائزون بلغوا في الإتقان للقرآن حفظاً وتجويداً مبلغاً كبيراً وهم لا يتكلمون العربية ولا يفهمون حينما تكلمهم بها، حتى فازوا بالمراتب المتقدمة في الفروع المختلفة وتفوقوا على أصحاب اللسان العربي، وهذا يدل على عظمة القرآن الكريم وإعجازه، وعلى عظمة قائله سبحانه وتعالى، وكمال قدرته الذي يسره على ألسنة أعجمية، فهو الذي خلق الخلق كلهم وهو قادر على أن ييسر هذا القرآن لينطقوا به بل ويجيدوا تلاوته وحفظه وإن كانوا لا ينطقون العربية، وهذا ما أخبر عنه تعالى بقوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، وفيه عبرة لنا نحن أهل اللسان العربي في الحثِّ على حفظ القرآن وإتقان تجويده وتلاوته، كيف وقد أتقنه هؤلاء الفائزون. -