موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
القرآن وزيادة الإيمان
القرآن وزيادة الإيمان:
قال تعالى:{وإذا تُلِيَت عليهم آياتُهُ زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون}[الأنفال: 2]، فالقرآن من أهم وسائل زيادة الإيمان، وذلك من خلال مواعظه البليغة التي تستثير المشاعرَ وتؤججها، فيحدث بذلك التجاوب بين الفكر والعاطفة. نعم؛ قد تكون لحظات التجاوب والانفعال قليلة في البداية، ولكن الاستمرار على قراءة القرآن من خلال استصحاب الوسائل السابقة ستأتي- بعون الله- تلك اللحظات.
فماذا نفعل وقت حدوثها؟ علينا أن نستثمر الفرصةَ التي جاءتنا، ونعمل على دخول أكبر قدْرٍ من نور الإيمان إلى القلب في هذه اللحظات، وذلك من خلال ترديد الآية التي أثَّرت فينا، وعلينا ألا نمَلَّ من ذلك طالما وُجِد التجاوب. وهذا ما كان يفعله الصحابة والسلف-رضوان الله عليهم-، فعن عبادة بن حمزة قال: دخلت على أسماء-رضي الله عنها- وهي تقرأ:{فَمَنَّ اللهُ علينا ووقانا عذابَ السَّمُوم}[الطور: 27]، فوقفَتْ عندها، فجعلت تعيدها وتدعو، فطال ذلك، فذهبتُ إلى السوق، فقضيتُ حاجتي ثم رجعتُ وهي تعيدها وتدعو[مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر]. وبترديد الآية التي تؤثر في القلب تتولد في داخل العبد طاقةٌ، عليه أن يُحْسِن تصريفَها بالبكاء والدعاء، كما قال تعالى:{إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يُتلى عليهم يخِرون للأذقانِ سُجَّدًا* ويقولون سبحان ربِّنا إنْ كان وعْدُ ربنا لمفعولاً* ويخِرُّون للأذقان يبكون ويزيدُهُم خُشوعًا}[الإسراء: 107-109].
وبعد
فهذه سبعُ وسائل لا نجد فيها ما يصعبُ علينا الأخذَ به، ولا يبقى بعد ذلك إلا الرغبة الصادقة في التغيير، هذه الرغبة التي لا نشك أنها متوفرة لدى الجميع-بفضل الله عز وجل-، وعلينا أن نحسِن التعبير عنها بدعاء الله عز وجل وسؤاله تيسير طريق العودة إلى القرآن والانتفاع به، قال تعالى:{وقال ربكُمُ اُدْعُوني أستجِبْ لكم}[غافر: 60].
ولنضع نُصب أعيننا هدفًا محددًا نسعى للوصول إليه، ألا وهو القلب الحي، والذي أخبر عن أمارته رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:"الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله"[سبق تخريجه]. ولنستمر على قراءة القرآن-بهذه الطريقة- طيلةَ حياتنا، فالقرآن هو نِعم القائد إلى الله في هذه الحياة المليئة بالفتن والشهوات.
وأخيرًا؛ فيا أخي الحبيب...
إنْ كنت تريد السعادةَ لك ولأهلك فعليك بالعودةِ إلى القرآن، وإنْ كنت تريد العزةَ والنصر لأمتك فتمسك بالقرآن، ففيه كل ما تحتاجه، قال تعالى:{أَوَلَم يكْفِهِم أنَّا أنزلنا عليكَ الكتابَ يُتْلى عليهم}[العنكبوت: 51].
ولا تنسَ-وأنت تعيش في أجواء القرآن، وتغترف من مَعِينِه، وتتذوق من خلاله حلاوةَ الإيمان- أن تدعوَ لي ولإخوانك المسلمين في كل مكان بالمغفرة والرحمة وحسن الخاتمة.
المفضلات