بسم الله الرحمن الرحيم



يستخدم الناس أحسن اختيار لهم في حدود الإمكانيات المتاحة في وقت بعينه.

يقول تعالى في سورة يوسف :

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)

وقد جاء في تفسير هذه الآيات :

إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم: إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا منا يفضِّلهما علينا ونحن جماعة ذوو عدد، إن أبانا لفي خطأ بيِّن حيث فضَّلهما علينا من غير موجب نراه.
اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم.
قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه، ولا حاجة إلى قتله، إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.

هل حدث أن عدت بذاكرتك لتجربة معينة فى الماضى وقلت فى نفســك كم كنت أحمق للتصرف بهذه الطريقة ؟
فكر كثير مـن الناس فى تجارب سابقـة ويعتبرون أن قراراتهم فى ذلك الحين كانت عبارة عن غباء وحماقــة تامة.


قال تعالى :

قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)


وقد جاء في تفسير هذه الآيات :

قالوا: تالله لقد فَضَّلك الله علينا وأعزَّك بالعلم والحلم والفضل، وإن كنا لخاطئين بما فعلناه عمدًا بك وبأخيك.
قال لهم يوسف: لا تأنيب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين لمن تاب من ذنبه وأناب إلى طاعته.


يفــكر كثيـر مـن النـاس في تجـارب سابقـة ويعتـبرون أن قراراتهــم في ذلــك الحين كانت عبارة عـن غبـاء وحماقــة تامــة. وهذا ما حصل لإخوة يوسف عندما فكروا بالتخلص منه كانت فكرتهم هي أقصى ما يستطيعون فعله في ذالك الوقت لكن بعد مرور سنوات طويلة ورؤيتهم ما وصل إليه يوسف عرفوا أن الله سبحانه وتعال فضله عليهم وان ما فعلوه كان خطا عظيم .

أي قرارات يأخذها الإنسان في وقت معين هي رهن لمجموعة الإدراكات
والحالة المزاجية في تلك الفترة والتي تتغير بفعل الزمن فيما بعد بسبب زيادة الخبرات والإمكانيات وتغير الظروف المحيطة .

المصادر
1- تفسير ابن كثير .
2- تفسير الجلالين .
3- البرمجة اللغوية العصبية .ابراهيم الفقي