عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
إياك ثَمَّ إياك...
إياك ثَمَّ إياك أن تتَعَدَّى ما كُلِّفَتَّ به !!جاء عَنْ أبي هُرْيرة –رَضَّي الله عَنْه- أنّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ قالََ: ((يُستجآبََ لأحَدََّكََّمَّ ما لَمْ يَعَجَّلَ؛ يقَوْل: قَدّ دَعْوتُ فُلَّمْ يُستجَب لي))مُتَّفَق عَلَّيه.
الشأَهَدَ أيها الإخُوَّة: مَنّ آدَأَبَ الدُعَاء أن يَدأَوَْمَ الإنسآن عَلَّيه وهُوَ موقِنّ بالََإجآبََة، فُلّا يلتَفََّتّ إلى الإجآبََة ولَكِنّ يلتَفََّتّ إلى الدُعَاء.
وَهَنا مَسَّألة مُهِمَّة جَدًَّا، وهِيَ قاعََِدَة شَرْعِيَّة مُضْطَرّدة يا إخُوَّة، وهِيَ: أنّ الإنسآن آلَمَُسْلِم إنَمَا يُعَنَى بِمَا كُلِّف به، إنَمَا يُعَنَى بِمَا جُعِلَ إليه، ولا يُعَنَى بغَيَّرَ هَذَا.
أنتَ كُلِّفَتَّ بالََدُعَاء، فِجُّعِلَ لك الدُعَاء، أمّا الإجآبََة فإلى الله -سُبْحآنَه وتَعَالَى-، فأنتَ تُعَنَى بالََدُعَاء.
وكذا في سائِر الأمور، في كَلَِّّ أمَرَّ لا تُنَّظَرَ إلا بِمَا كَلَِّّفَتَّ به.
فَمَثَلًا بَعْض الَنْأُسٍّ يرِيّد أن يكَوَّنَ مَكَآن وَلِيَ الأمَرَّ، يخَطَّطَ للُبِّلاَد وللسِيَأُسَّة وللَجَّيوش ونَحْو هَذَا، فَتّجَدَّه في كَلَِّّ مَجْلِس يتَحَدَّثَ عَنْ الخَطَّطَ التُنُّمُوّية للُبِّلاَد وتقَصِير وَلِيَ الأمَرَّ في هَذِهِ الخَطَّطَ أو في نَحْو هَذَا، ما كَلََّّفَكَّ الله بهَذَا، وما جَعَلَ الله هَذَا إليك، جَعَلَه لَوَْلِيَ الأمَرَّ، وهُوَ مَحَأُسِّب ٌالَجََّمِيع، ولَكِنّ جَعَلَ الله عَلَّيك حَقًَّا أنتَ تَرَكَتَه واِلْتَفَتََ إلى غَيَّرَه، جَعَلَ عَلَّيك حَقًَّا أن لا تَفََّتّآت عَلَّى وَلِيَ الأمَرَّ، ولِهَذَا الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ قالََ: ((فإنَمَا عَلَّيهَمَّ ما حُمِّلَوْا وَعْليكَمَّ ما حُمِّلتَمّ)). فهَذِهِ القاعََِدَة الشَرْعِيَّة الَّتِي يرتأَحَّ بها قَلَبَ آلَمَُؤْمِن ويسَلِمَ.
إياك ثَمَّ إياك أن تتَعَدَّى ما كُلِّفَتَّ به.
بَعْض الَنْأُسٍّ مَثَلًا مَنّ طَلّآبَ العَلِمَ يُعَدَِّّي نَفَّسَه إلى ما كُلِّف به الشيوخ، فَتّجَدَّه إما يتطأَوَّل عَلَّى آلَمَشأَيْخ ويقَوْل إنَهَم قَصَّّروا وإنَهَم وإنَهَم، أو يتكَلَّمَ بكَلاَم لا يَنْبَغِي أن يتكَلَّمَ به أمِثَأَلَّهَ، فيُفسِد ويَكَثُرَ أَلِفََسَاد، وَلَوْ فَقِهَ طَلّآبَ العَلِمَ هَذَا لسَلِمْنا مَنّ أَلِفَتُنّ الَّتِي تتَفََّتَّّق لَنْا في كَلَّ يَوْم ولا أقَوْل في كَلَّ أسَبَّوع.
لَوْ أنّ طالَََبَ العَلِمَ لَوْ جاءه أمَرَّ ما تعَجَّّل فَتَكَلَمْ بَلَّ أحالََ الأمَرَّ إلى أهَلْه لسَلِمْنا مَنّ كَثِير مَنّ أَلِفَتُنّ.
والٍٍيَوْم عِنْدَنا فَوْق بَلاَء الكَلاَم بَلاَء نَقَلَ الكَلاَم، فهَذِهِ الأجهَزَّة الَّتِي تَكَوَّنَ أمأَمْ طالَََبَ العَلِمَ تَنَقَّلَ كَلاَمه إلى الدُنْيا في لَحَظَآت.
والٍٍسَلَفَ كآنَ الَوْأَحَِّد مَنَّهَم إذا خافََ أن يُنَقََّل عَنْه الكَلاَم تَحَرّّى فيه وتثبّت أكَثُرَ.
ولِذَلِك مِمّا يؤثَر عَنْ الإمأَمْ مالََِك –رَحِمَه الله- أنه كآنَ إذا أقَبِلَ الَنْأُسٍّ في أيأَمْ الحَجَّ إلى آلَمََدِيِنَّة كَفَّّ عَنْ الدَرَسَ، فقيل له في ذَلِك! قالََ: لَعَلَّّي أقَوْل الكَلِمَة ثَمَّ يبَدْو لي فيها شَيْء فَمَنّ أيِنّ لي بهَمَّ؟ يأتِيْني الشأُمِّيّ مَنّ شأَمْه والٍٍيَمَني مَنّ يُمْنه والٍٍعِرَاقي مَنّ عراقََه فُلَّعَلَّي أقَوْل الكَلِمَة ثَمَّ يبَدْو لي فيها شَيْء فَمَنّ أيِنّ لي بهَمَّ؟
فَكََّيَّفَ إذا كأَنْت الَمَسَألة في الأمور الَّتِي تُحَدَِّث أَلِفَِتْنَة بَيَّنَ أهَلْ أَلْحَقَ؟!
يَنْبَغِي عَلَّى طَلّآبَ العَلِمَ أن يتأدَبَّوا بالََأدَبَّ العَظِيم الَّذِي كآنَ عَلَّيه مِشّأَيْخَنَّا آلِيَّوْم مَعَ مِشّأَيْخهَمَّ، فَكَّآنَ الأمَرَّ إذا جاء أُحَيّل إلى الكبَأَرَ ولا يَتصَدَّّر له طَلّآبَ العَلِمَ –مَعَ فَضَلهَمَّ وشَرَّفَّهَم وكَوَّنََهَم يُدَرَّس عَلَّيهَمَّ وكَوَّنََهَم يُؤخَذ عَنَْهَم- ولَكِنّهَمَّ يحَيّلَوَّنَ الأمَرَّ في مَثَل هَذِهِ الأمور إلى مَنّ هُوَ أعَلَّى مَنّ آلَمَشأَيْخ؛ لأنَهَم أعَلِمَ وأحَكَمَ وأعَقَلَ وأثَبَتَ وأصَبَّرَ وأحَلَمَ، ففي غالٍٍَبَ الحالََ لا يَصَدَر عَنَْهَم –إن شاءََ الله- إلا ما يكَوَّنَ فيه الخَيَّرَ والٍٍصَلاَح.
فَأْلشأَهَدَ يا إخُوَّة قاعََِدَة الشَرِيعَة العأَمََّْة الَّتِي يَجِب أن نتأدَبَّ بها:
أن لا نُعَنَى إلا بِمَا جُعِل إلَيِّنا، وما جُعِلَ إلى غَيَّرََنَا نَكِلُه إلى غَيَّرََنَا، وألا نتطأَوَّل في هَذَا الأمَرَّ، ففي هَذَا الخَيَّرَ والٍٍصَلاَح والٍٍإصَلاَح وَدَّرء أَلِفَتُنّ، لا سِيَّمَا يا إخُوَّة عَنْ أهَلْ أَلْحَقَ، أهَلْ أَلْحَقَ في كَلَّ زَمَآن هَمَّ أقَلَّ الَنْأُسٍّ في غالٍٍَبَ الأحوالٍٍ، فيَنْبَغِي أن يُتُنّبَّه إلى جَمَع كَلَّمَُتَّهَم عَلَّى أَلْحَقَ وبُحَّق، وأن يحَذِرَ طالَََبَ العَلِمَ حَذِرًَا شَدِيَدًا مَنّ كَلِمَة تَفََّرَِّّق أهَلْ أَلْحَقَ، خآصَّّة إذا لَمْ يكن الأمَرَّ مَنّ شأنه.
ولِذَلِك مِمّا أنادٍٍي به وأنَصَحَ إخُوَآنِيّ مَنّ أمِثَالِيّ مَنّ طَلّآبَ العَلِمَ بأن يسَلَكَوه:
أن يحالََ الأمَرَّ إلى أهَلْه، وأن يعادََ الأمَرَّ إلى أهَلْه، وهَذَا هُوَ الطَرِيَق الَّذِي إذا سُلِك حصّلَنْا خَيَّرًَا كَثِيرًا.
المفضلات