عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
فـوائـد المـرض
نبذة :
وقال ابن القيم رحمه الله: "لو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء ليست بدون نعمة الله عليه في العافية لشغل قلبه ولسانه بشكره"
نص المطوية :
فإليك أخـي المريض فوائد هذه النعمة:
-الصبر
فإن الله تعالى إنما خلق خلقه للابتلاء والامتحان، فيستخرج منهم عبودية السراء وهي الشكر، وعبودية الضراء وهي الصبر وهذا لا يتم إلا بأن يقلب الله الأحوال على العبد حتى يتبين صدق عبوديته لله تعالى ويتعرض بذلك العبد للثواب.
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157]
2-تمحيص وتكفير الذنوب والخطايا
إن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد وتعجيل العقوبة للمؤمن في الدنيا خيرُ له، حتى تكفر عنه ذنوبه ويلقى الله وما عليه خطيئة فساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا والذنوب تكفرها المصائب والآلام والأمراض.
قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الشر أمسك عنه ذنبه حتى يوافي به يوم القيامة»
3-رفع الدرجات والمنزلة وحصول الأجر العظيم
من فوائد المرض أن العبد إذا صبر عليه فإنه يثاب بكتابة الحسنات له ورفع الدرجات وحصول الأجور العظيمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها، إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة»
4-سبب في دخول الجنة
لا تنال الجنة إلا بما تكرهه النفس من أحوال الدنيا المتقلبة، فبهذه المكاره ينال العبد الجنة والرضوان من الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُفََّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات»
5-النجاة من النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضاً ومعه أبو هريرة من وعك كان به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشر فإن الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا، لتكون حظه من النار في الآخرة»
6-سبب في رد العبد إلى مولاه وخالقه
من فوائد المرض وغيره من المصائب أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه، ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: 42]
فالمرض يريك فقرك وحاجتك إلى الله عز وجل وأنه لا غنى لك عنه طرفة عين.
وقال سفيان بن عينية رحمه الله: "ما يكره العبد خير له مما يحب، لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء، وما يحبه يلهيه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله.."
7-طهارة القلب من الأمراض
وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: "لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً".
فانتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض أمر لا يحس به إلا من فيه حياة، فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها.
8-تذكير المؤمن بحال إخوانه المرضى
فإن تعرض المؤمن للابتلاء بالأمراض يجعله يتذكر إخوانه المرضى الذين طالما غفل عنهم في حالة صحته.
9-تذكير المؤمن بنعمة الصحة
من فوائد المرض أيضاً أن المرء يعرف ثمن نعمة الصحة فيكون دائماً حامداً شاكراً له.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أصبح آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»
10-تجديد التوبة والاستيقاظ من الغفلة
من فوائد المرض أن يتيح للمريض فترة سكون طويلة يخلو بها بنفسه ويراجع ماضيه وينظر إلى مستقبله ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب يوم القيامة فيستغفر من ذنوبه ويتوب فعندما يخرج من باب المرض يكون قد سطر في صحائفه أنه من التوابين.
11-الحض على الصدقة والبذل
فعندما يشاهد المريض نفسه وهو على السرير الأبيض يتذكر إخوانه المرضى الذين لا يملكون ثمن الدواء أو ثمن العلاج، فيكون هذا دافع إلى البذل والصدقة والعطاء فالمرض آية وعظة ومثال وبرهان للضعفاء.
12-علامة حب الله تعالى للعبد
المرض ابتلاء، والابتلاء للعبد علامة حب من الله سبحانه وتعالى له، فالمرض كالدواء فإنه وإن كان مراً، إلا أنك تقدمه على مرارته لمن تحب وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم.
13-زيادة الإيمان
من ثمرات المرض وفوائده للمؤمن (زيادة الإيمان بالله والتوكل عليه وحسن الظن به سبحانه وأن النفع والضر بيده)
14-زيادة المودة والرحمة بين المسلمين
فكم من خصام ومشاحنات بين المسلمين أذابها المرض فكم من قريب انقطع عن قريبه وبمجرد أن يمرض أحدهما يسرع الآخر ليسأل عنه.
15-يكتب للمريض ماكان يعمل من أعمال صالحة في حال الصحة
كثير من المرضى كانوا يعملون أعمالاً صالحة قبل المرض فيبتلى بالمرض فلا يستطيع أن يعمل ما كان عليه من الخير والطاعات والنوافل وهنا يحضرنا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: «إذا ابتلى المسلم ببلاء في جسده قيل للملك: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه»
16-استجابة الدعاء حال المرض
ومن فوائد المرض استجابة الدعاء حال المرض قال تعالى:
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عاد أحدكم مريضاً فليسأله أن يدعو له فإن دعوة المريض كدعاء الملائكة»
17-المرض نعمة ومنحة
من خلال ما تقدم ذكره من فوائد المرض وثمراته يتضح لك جلياً أن ما أنت فيه من مرض وما تعانيه من آلام وما يقلقك من متاعب نعمة ومنحة من الله ليحصد العبد الثمرات ولقد قال بعض السلف: "أن من قبلكم إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء وإذا أصابه رخاء عده بلاء"
وقال ابن القيم رحمه الله: "لو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء ليست بدون نعمة الله عليه في العافية لشغل قلبه ولسانه بشكره"
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد القسم العلمي بمكتبة الإمام الذهبي-الكويت
فريق عمل موقع وذكر الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:
أخي المريض... شفاك الله.. اعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئاً إلا وفيه نعمة إما على جميع عباده أو على غير المبتلى، حتى إن ألم الكفار في نار جهنم نعمة، ولكنها في حق غيرهم من العباد من النعم، ومن هنا خلق سبحانه الأضداد لحكم كثيرة منها معرفة النعم، فلولا الليل لما عُرف قدر النهار ولولا المرض لما عُرف قدر الصحة، وكذا الفقر والسماء والجنة ففرح أهل الجنة رؤية أهل النار وما هم فيه من العذاب.
وكم من بلاء يكون نعمة على صاحبه، فرُبَّ عبد تكون الخيرة له في الفقر والمرض ولو صحَّ بدنه وكثر ماله لبطر وبغى.
قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27]
المفضلات