عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تصنع بالشيطان إذ سوّل لك الخطايا ؟
أستعيذ من الشيطان ..
و يظل يوسوس !!؟
يقول بعض الناس: إننا نستعيذ بالله ،
ومع ذلك فإننا نحس بالشيطان يوسوس لنا،
...ويحرضنا على الشر ،ويشغلنا في صلاتنا .
ما السبب ؟؟؟
والجواب:
أن الاستعاذة كالسيف
في يد المقاتل ،فإن كانت يده قوية ،
أصاب من عدوه مقتلاً ،وإلا فإنه قد لا يؤثر فيه
ولو كان السيف صقيلاً حديداً .
وكذلك الاستعاذة إذا كانت من تقيّ ورع كانت ناراً
تحرق الشيطان ، وإذا كانت من مخلط ضعيف الإيمان
فلا تؤثر في العدو .
قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله :
" واعلم أن مثل إبليس مع المتقي والمخلط،
كرجل جالس بين يديه طعام ولحم ،
فمرّ به كلب ، فقال له : اخسأ ، فذهب
فمرّ بآخر بين يديه طعام ولحم ،فكلّما أخسأه ( طرده )
لم يبرح ،
فالأول مثل المتقي يمر به الشيطان، فيكفيه في طرده الذكر
،والثاني مثل المخلط لايفارقه الشيطان لمكان تخليطه ،
" نعوذ بالله من الشيطان " .
فعلى المسلم الذي يريد النجاة من الشيطان وأحابيله أن
يشتغل بتقوية إيمانه ،والاحتماء بالله ربه، والالتجاء إليه
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كيف تصنع بالشيطان إذ سوّل لك الخطايا ؟
حُكي عن أحد علماء السلف أنه قال لتلميذه
" ما تصنع بالشيطان إذا سوّل لك الخطايا ؟
قال : أجاهده .
قال : فإن عاد ؟
قال : أجاهده .
قال : فإن عاد ؟
قال : أجاهده
قال هذا يطول،
أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها ،
أو منعك من العبور ما تصنع ؟
قال : أكابده جهدي وأرده .
قال : هذا أمر يطول ،
ولكن استعن بصاحب الغنم
يكفّه عنك " .
وهذا فقه عظيم من هذا العالم الجليل
فإن الاحتماء بالله ، والالتجاء إليه ،
هو السبيل القوي الذي يطرد الشيطان ويبعده ،
وهذا ما فعلته أم مريم
إذ قالت :
( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
﴿آل عمران: ٣٦﴾)
الالتجاء إلى الله والاحتماء به:
خيرسبيل للاحتماء من الشيطان وجنده هو:
الالتجاء إلى الله والاحتماء بجنابه ،والاستعاذة به
من الشيطان ، فإنه عليه قادر ،فإذا أجار عبده
فأنى يخلص الشيطان إليه
قال تعالى :
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴿١٩٩﴾
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴿٢٠٠﴾
[ الأعراف ] .
وقد أمر الله رسوله- صلى الله عليه وسلم -
بالاستعاذة بالله من همزات الشياطين وحضورهم :
( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ
﴿المؤمنون: ٩٧﴾)
وهمزات الشياطين :نزغاتهم ووساوسهم
فالله يأمرنا بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة ؛
إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ،ولا يبتغي غير هلاك
ابن آدم ، لشدة العداوة بينه وبين آدم .
بعض مواضع الاستعاذة
1- الاستعاذة عند دخول الخلاء:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال :
" اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث "
2- الاستعاذة عند الغضب:
عن سليمان بن صُرَد قال : استب رجلان عند النبي-
صلى الله عليه وسلم -ونحن عنده جلوس ،
وأحدهما يسب صاحبه مغضباً ، قد احمرّ وجهه ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
رواه البخاري ومسلم .
3- الاستعاذة عند نزول وادٍ أو منزل:
وإذا نزل المرء وادياً أو منزلاً ،فعليه أن يستعيذ بالله ،
لا كما كان يفعل أهل الجاهلية يستعيذون بالجن والشياطين ،
فيقول قائلهم: أعوذ بزعيم هذا الوادي من سفهاء قومه ،
فكانت العاقبة أن استكبرت الجن وآذتهم ،
كما حكى الله عنهم ذلك في سورة الجن :وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ
فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
﴿الجن: ٦﴾
أي الجن زادت الإنس رهقاً .
4- التعوذ بالله من الشيطان عند سماع نهيق الحمار:
يقول الرسول_ صلى الله عليه وسلم _:
( إذا نهق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم ) .
رواه الطبراني في معجمه الكبير بإسناد صحيح ،
وقد أخبرنا الرسول _صلى الله عليه وسلم_
أن الحمار إذا نهق فإنه يكون قد رأى شيطاناً
5- التعوذ حين قراءَة القرآن
قال تعالى :
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿ ٩8﴾إِنَّهُ
لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ ﴿النحل﴾
وفي رواية أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_
قال لابن عابس الجهني:
( إن أفضل ماتعوذ به المتعوذون المعوذتان ) .
وقال الرسول_ صلى الله عليه وسلم_
في بعض روايات حديث عقبة :
( ما سأل سائل بمثلهما ، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما )
المفضلات