سعادة المرأة أن تكون مطيعة.. وبشوشة!!
البعض لا يدرك نعمة الإحساس بالسعادة ربما تكون بين يديه.. والبعض الآخر يشعر بحاجته لتغير كبير في نمط حياته لتطرق السعادة أبواب حياته. سألنا الشيخ محمود المصري أبو عمار عن تصوره للسعادة وكيف يراها من وجهة نظره الدينية؟
ما مفهوم الإسلام للسعادة ؟
قبل أن نتكلم عن مفهوم الإسلام للسعادة علينا أن نعترف أن الناس يختلفون جميعا في منظورهم للسعادة.. كل إنسان يري السعادة من منطلق معرفته بالله سبحانه وتعالي.. الكثيرون يتعاملون مع الله من مفهوم مراده هو من الله, وليس من مراد الله منه! فإذا سألت شخصا ما مرادك من الله؟ علي الفور يجيب قائلا: أريد طول العمر.. والصحة.. والزوجة والأولاد.. والمال الوفير..
إذن مراد البشر من الله أن يأخذوا كل النعم ! في حين أن مراد الله من البشر أنه يريدك عبدا له سواء منحك الصحة أو منعها..وهبك الزوجة والأولاد أو جعلك عقيما.. أعطاك المنصب أو حرمك منه.. غنيا أو فقيرا.. مع كل النعم أو المحن يريدك الحق عز وجل عبدا له في كل الأحول قال تعالي: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (سورة الذاريات: 56).. وبالعودة إلي البشر نجد أن هناك أناسا ظنوا أن السعادة في المال.. ولما ظنوا أن السعادة في المال كرسوا حياتهم كلها من أجل المال وضيعوا كل حاجة.
كيف هذا؟
يبتسم أبو عمار قائلا : أذكر مثلا ذاك الرجل الغني الذي مر بسيارته الفخمة علي شباب يجلسون ليستريحوا تحت شجرة من عناء العمل في الغيط ويتناولوا طعامهم البسيط..وعندما شاهدوا السيارة الفخمة قال أحدهم دي الناس اللي عايشة.. فنزل الرجل من سيارته وعرض عليهم صفقة بأن يعطيهم سيارته وأمواله وشركاته ومعها يأخذوا كل الأمراض التي يعاني منها السكر والضغط والسرطان..والكثير من أمراض الدنيا.. أتأخذ كل شيء وتعطيني صحتك.. فرفض وشعر بالرضا وقيمة النعمة التي منحه إياها الحق عز وجل.. وبهذا نجد أن السعادة ليست في المال.. أو الأولاد والملك.
إذن ما السعادة من المنظور الإسلامي؟
رسول الله صلي الله علية وسلم بين لنا السعادة في حديث رواه الحاكم بسند صحيح قال عليه السلام : 'أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء' أربعة أشياء من سعادة الإنسان فعلا.. النبي عليه الصلاة والسلام أكد لنا أنها من السعادة.. وسيدنا موسي عليه السلام عندما اقترب من فتح بيت المقدس أحب أن يذكر بني إسرائيل أولا بنعم الله عليهم ثم يأمرهم بالتكليف قال تعالي ' وإذ قال موسي لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين (المائدة:20) وابن عباس رضي الله عنه سأل هل كان كل بني إسرائيل ملوكا فقيل له إن الرجل في بني إسرائيل إذا كان يملك زوجة وبيتا وخادما ودابة كان يسمي ملكا.. ولهذا عندما ذهب رجل لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال له إني أشكو الفقر..قال له أعندك زوجة؟ قال نعم.. قال أعندك بيت ؟ قال نعم.. قال أعندك خادم؟ قال نعم.. قال: أعندك دابة؟ قال: نعم.. قال إذن فأنت ملك.
والنبي عليه الصلاة والسلام يعتبر أن من أعظم أسباب السعادة المرأة الصالحة.. والرسول الكريم قال: 'إن خير ما اكتنز العبد المرأة الصالحة' والحديث الثالث قوله عليه السلام: 'خير متاع الدنيا المرأة الصالحة 'إذا نظر إليها زوجها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في ماله ونفسها ' تلك هي سعادة الرجل.
وماذا عن سعادة المرأة ؟
سعادة المرأة أنها تكون مطيعة..وبشوشة وتكون علي خلق.. والإسلام رسالة أخلاقية رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: 'إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق' ويقول: 'أنا ضامن ببيت في أعلي الجنة لمن حسن خلقه' وقال عليه السلام: 'أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا'.
هل نستطيع القول إن حسن الخلق أحد أسباب السعادة ؟
حسن الخلق هو السعادة كلها.. لأن حسن الخلق من الإيمان أساسا.. والإيمان بالله من أعظم أسباب السعادة.. إذن السعادة ليست في المال أو الجاه ولا في منصب ولا زوجة وأولاد..إنما السعادة الحقيقية في الإيمان بالله..قال تعالي: من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة (سورة النحل: آية 97) تلك هي السعادة في الدنيا ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (سورة النحل: 97) السعادة في الآخرة.. والإنسان عندما يكون مهموما وضجرا المولي عز وجل يقدم له أعظم علاج نفسي في قوله تعالي: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (الرعد: 28).
إذن الشعور بالاطمئنان يعطي إحساسا بالسعادة ؟
طبعا.. وإن كانت السعادة مرتبطة بشكل أساسي بالإيمان بالله سبحانه وتعالي..والإمام ابن تيمية يقول :'إن في الدنيا جنة من لم يدخلها فلن يدخل جنة الآخرة' قالوا ما هي يا إمام ؟ قال جنة الإيمان'.. وإبراهيم بن أدم كان يقول :'والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجلدونا عليها بالسيوف' ويعني أنهم لو علموا السعادة التي نحن فيها لجلدونا بالسيف ليصلوا لسعادتنا.
الرضا بقضاء الله يمنح الشعور بالسعادة ؟
بالطبع لأن الرضا هو نوع من صفاء النفس والقلب ودرجة عالية ورفيعة من الإيمان.. وقولنا إن أهم المقومات الأساسية التي تمنحك الشعور بالسعادة هي الإيمان بالله.. والرضا درجة عالية من الإيمان بالله ويكون بعد الصبر علي المحنة.. لذا هو أعلي من الصبر.. والإنسان عندما يكون راضيا بما منحه الله له يشعر بأن الدنيا بين يديك رغم أنه لم يطلبه.. والحق عز وجل في الحديث القدسي يقول: عبدي.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب. وقسمت لك رزقك فلا تتعب إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح.. إن أنت رضيت بما قسمته لك, أرحت بدنك وعقلك, وكنت عندي محمودا.. وإن لم ترض بما قسمته لك, أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموما. وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا, تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة, فلا يصيبك منها إلا ما كتبته لك.
ومن دعاء النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ:'أسألك الرضا بعد القضاء'.
هل يشعر الشيخ محمود المصري بالسعادة ؟
الحمد لله علي نعمه التي وهبني إياها.. لقد هيأ لي الحق عز وجل أسباب السعادة الأربعة الزوجة الصالحة.. والبيت الواسع والجار الصالح والسيارة المناسبة.. ومعهم منحني الصبر علي الشدائد والبلاء.. وفوق كل هذا وهبني نعمة حب الناس.. بعد كل هذا ألا أكون عبدا حامدا شاكرا راضيا وسعيدا.
أخيرا أين تجد السعادة ؟
أجدها في كلمة طيبة تخرج من القلب..وفي ابتسامة أجدها علي وجه طفل..وفي إجابة سؤال يخرج الحائر من حيرته وفي دعاء أتقرب به إلي الله سبحانه وتعالي..أشياء كثيرة أجد فيها السعادة في مقدمة كل الأشياء وأهمها وأعظمها الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
المفضلات