عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الفرق بين الاسلام والايمان
الفرق بين الاسلام والايمان
من وحي القرآن والسنة
واني لأهيب وأدعو كلّ مسلم يبحث عن الفهم الصحيح لآيات الله الكريمة ألا يفوته بحث قيّم كهذا
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الحجرات 14:
قالت الأعراب آمنّا, قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم, وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا, انّ الله غفور رحيم
صور من مجادلة العبد لربّه يوم القيامة
ويحذرنا الاسلام من ان اتباع النفس والهوى التي لن يشبعها شيء, والنفس طماعة وعلينا أن نعوّدها القثاعة, ولو تأملنا آياتالقران الكريم التي تناولت الشيطان مليا, فاننا سنجد كم من الآيات التي يحذرنا الله عزوجل من اتباع الشيطان, فيأتينا ونحن ننوي الصلاة ويبقى يوسوس لنا بأنه لا زال هناك متسعا من الوقت حتى يفوتنا موعدها, وان نوينا الذهاب الى المسجد للصلاة في جماعة يبقى يوسوس لنا بأننا لن نجد هناك أحد يصلي معنا فيقنعنا أن نصلي في البيت ونطيعه في ذلك, , وهكذا يبقى يبعدنا عن بيوت الله حتى نغدو لا ندخلها الا هجرا, , وهكذا يأتينا في كل عبادة ننوي القيام بها حتي تتساقط الفروض منا تباعا وتضيع الصلاةفينطبق علينا قوله تبارك وتعالى مريم 59: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا.
وفي كل عبادة ينويها الانسان يكون للشيطان له فيها يد سواء بوسواساته أو اغواءاته لابن آدم , ومع ركوننا لنداءاته ووسوساته ينفرطعقد الطاعة عندنا, ومن يطيع الشيطان مرّة تغدو جميع المرات التي تليها عنده سيّان, حتى ينكت على قلبه نكتة سوداء لا تزيلها الا توبة نصوحا , والشقي من أدركه الموت قبل أن يتوب, وفي هذا قال تعالى في سورة الحديد 16: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم, وكثير منهم فاسقون ....وهذه الآية العظيمة تحثنا نحن المسلمين على أن تخشع قلوبنا لذكر الله, أي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن الكريم فنهمه ونتدبر آياته وننقاد الى أوامره وننتهي عن نواهيه ونقيم حدوده الشرعية, وقال ابن عباس رضي الله عنه عن سبب نزول هذه الآية الكريمة فقال: لما استبطأ الله عزوجل قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن الكريم, وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان بين اسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية الا أربع سنين, واذا كان الله تبارك وتعالى قد عاتب المسلمون الأوائل على فتورهم في العبادة وهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه, فكيف نقيّم الآن نحن ايماننا ونحن لا نعدل عشر ايمان السلف الصالح الدؤوب على الخير والوجل من خشية الله تبارك وتعالى؟
هكذا يحذرنا القرآن الكريم بنداءاته المتكررة من اتباع الاهواء المحرمة, وتعالوا بنا في جولة مع آية كريمة من يس يصف لنا فيها الحق تبارك وتعالي مجادلة العبد ربه يوم القيامة: اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون
هذا هو حال الكفار والمنافقين يوم القيامة أجارنا الله عزوجل برحمته من أن نكون منهم, والآن هيا بنا نستعرض بعضا من صور مجادلة العبد لربه عزوجل يوم القيامة كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الصورة الأولى: عن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضجك حتى بدت نواجذه, ثم قال عليه الصلاة والسلام: أتدرون ممّ أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال صلوت ربي وسلامه عليه: من مجادلة العبد ربه يوم القيامة.. يقول: ربّ ! ألم تجرني من الظلم؟ فيقول الله عزوجل: بلى... فيقول العبد: فلا أجيز عليّ الا شاهدا من نفسي.. فيقول الله عزوجل: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا, وبالكرام الكاتبين شهودا, فيختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي!!! فتنطق بعمله, ثمّ يخلى بينه وبين الكلام.. فيقول العبد: بعدا لكنّ وسحقا فنكنّ كنت أناضل.....
الصورة الثانية: في حديث القيامة الطويل الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه نأخذ منه هذه الفقرة التي تخصّ المنافقين يوم القيامة: ثمّ يلقى الثالث فيقول: ما أنت؟ فيقول: أنا عبدك آمنت بك وبنبيّك وبكتابك, وصمت وصليت وتصدّقت, ويثني بخير ما استطاع.. فيقال له: ألا نبعث عليك شاهدنا؟ فيفكر في نفسه من الذي يشهد عليه, فيختم على فيه ويقال لفخذه: انطقي!! فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل...
الصورة الثالثة: في حديث أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة , فيعرض عليه ربّه عمله فيما بينه وبينه, فيعترف فيقول: نعم أي رب! عملت وعملت وعملت... فيغفر الله تعالى له ذنوبه ويستره منها, فما على الأرض خليقة ترى من تلك الذنوب شيئا, وتبدو حسناته فودّ الناس كلها يرونها... ويدعى الكافر والمنافق للحساب فيعرض عليه ربه عمله فيجحده ويقول: وعزتك لقد كتب عليّ هذا الملك ما لم أعمل.. فيقول له الملك: أما عملت كذا يوم كذا وبمكان كذا؟ فيقول: لا وعزتك وجلالك ربّ ما عملته.. فاذا فعل ذلك ختم الله تعالى على فيه وقال لفخذه: انطقي!!! فتنطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل.
وأختم بحثي هذا بكلمة حق لا بدّ من الاشارة اليها:
ان العبادات في الاسلام هي طريق لتدعيمالخلق ووسيلة لحماية وعصمة الانسان من اهواء النفس
والخلق الطيب والفطرةالسليمة لا تنضج مع ولادة الانسان ولا تطلع فجاة وانما هي عملية مستمرة مرتبطةبالتربية والتعود منذ الصغر يدعمها العبادات التي تضع الانسان بين يدي ربه فيالصلاة وتجعل اللسان يذكر الله في الصيام وتجعل القلب يتراحم عند اخراج الزكاة, وهكذا نجد أن العبادات عبارة عن بناء متكامل يقف عليه صرحالاخلاق القويمة وتستقيم به الفطرة.. وهذا ما أيدّه قول النبي صلى الله عليه وسلم نبىالرحمة المهداة والنعمة المسداة, وما نحتاج ان نسمع عن حكمته البالغة صلى الله عليه وسلم كقائد دولة ورب اسرة واب وجد لكى نتعلم منه عليه الصلاة والسلام مكارم الأخلاق, وكيف كان يعامل أزواجه رضي الله عنه جميعا, وكيف كان يتعامل مع ابنائة وبناته واحفاده صلى الله عليه وسلم, وكيف كان يربيهم رضي الله عنهم, وكيفكان يتعاملكرئيس دولة عظيمة , وقائد جيش مقدام لم ينهزم أبدا, وكيفكان يستمع الى المشورة من أصحابه رضي الله عنهم ويناقشها معهم ويعمل بها, وكيف قال انتم اعلم بشئون دنياكم , وكيف كانيعلّم صحابتة الكرام بكل ود وحب بدون تعالي ولا تكبّر, ولهذا مدحه ربه عزوجل بقوله تعالى: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, وانك لعلى خلق عظيم, وما أرسلناك الا رحمة للعالمين... صلوات ربي وسلامه عليه ما ذكر الله الذاكرون وما غفل عن ذكره عزوجل الغافلون, صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين والى ماشاء الله من بعد, و كيف قال منذ زمن اعظم اسس التربية الحقة والسليمة والتي لو اتبعها كل أب وأم في هذا الكون لما وجدنا ابنا عاقا, ولا ابنة جاحدة, ولخلت السجون من روادها, اسموعوا وعوا واقرؤوا مليا ماذا قال معلم البشرية الخير عليه الصلاة والسلام: لاعبوهم سبع وأدبوهم سبع وصا حبوهم سبع ثم أطلقوا لهم الحبل, هذه مناشدة محمدية لكلرجلدين بأ حدثنا عن هذاالرجل: الرجل عليه الصلاة والسلام والذي بفضل الله تعالى ونصره وتأييده تمكن من اصلاح الكون برمته فدخل الناس جميعا في دين الله أفواجا, بعدما حطّم الأصنام كلها ولم يعد يعبد صنما ولا وثنا واحدا في جزيرة العرب منذ ذلك العهد الميمون الى يومنا هذا, وبعدما حررها من الظلام والكفر الذي كانت غارقة فيه ولقرون عدة, فيا علماء وأئمة الاسلام المحسوبون على هذه الأمة ! علموا أبناءنا وبناتنا خصال نبيهم صلى الله عليه وسلم بدل عكوفهم بالساعات على متابعة المسلسلات المدبلجة, والمسلسلات التاريخية التي لا يرجى منها صلاح ولا فلاح أبناء ولا بنات, وبدل عكوفهم على الهواتف النقالة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من هذه الأمة التي تفتك بهذه المة دونما شعور, والله الذي لا اله الا هو لسائل كل راع عن رعيته أاصلح أم أفسد فيهم, علموا أبناءنا وبناتنا كيف يتخلقون بخلق النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات وصحابته الكرام من رضي الله عنهم ورضوا عنه تفلحوا في الدنيا والآخرة... اللهم اشهد أني قد بلغت.
المفضلات