عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
من أين ينزل المطر
من أين ينزل المطر
كل المطر ينزل من تحت العرش. فقد ورد في حديث رواه الحافظُ ابنُ عساكرَ بإسنادٍ صحيح أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال في استسقائه:"اللهم أنزل علينا من الماء الذي تحت عرشك". هذا الحديث دليلٌ على أنَّ المطر ينزلُ من تحتِ العرشِ.
قال تعالى : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (22) سورة الحجر، معناه: الرياحُ تتلقّى الماء بعد نُزُوله من تحت العرشِ ثمَّ تنقلهُ إلى السَّحاب ثمَّ يَنزِلُ المطرُ من هذا السَّحاب حيثُ شاء الله...
بعدما يصلُ الماء الذي تنزلهُ الملائكةُ من تحت العرشِ إلى السماء الدُّنيا تحمله الرِّياح ُ ثم تنقلهُ إلى السَّحاب ثم يَنزلُ المَطَرُ من هذا السَّحاب حيثُ يشاء.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا} (14) سورة النبأ،
المعصراتُ: السَّحاب...وأُعصرَ القومُ: أُمطروا...
*تنبيه : اعتقادُ أن معظم المطر الذي ينزلُ من السَّماء هو من تبخر المياه مُخالفٌ للإجماع.
فليُتَنَبَّه إلى ذلك...ويجوزُ أن يتبخَّر شئ من الماء فيحملُه السَّحابُ، لكنَّه قليلٌ جداً...
وأما السَّحابُ فيخلقُهُ الله خَلقاً كما يخلُقُ الرِّياحَ...وأمَّا الرَّعد فهو اسمُ مَلك يسوق السّحاب بالمِخراق...والمِخراق، في الأصل، الثوبُ يُلفُّ حتّى يصير مثلَ السوط...الملَكُ يسوقُ السَّحاب بالمِخراقِ، هو مخراقٌ من نار ... رُوي عن عليٍّ، رضي الله عنه، أنه قال:"البرقُ مخاريقُ الملائكةِ"..
ويقول الفيروز آبادي في (قاموسه) :"إنَّ المخراقَ الذي بيدِ الملكِ شائقِ السَّحاب لا يأتي على شئ إلا أحرقه"...
ويَحْسُنُ أن يقول المسلم إذا سمع صوت الرّعدِ :"سبحانَ الذي يُسبِّحُ الرعد بحمده والملائكة من خيفته"..قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (13) سورة الرعد ..شديد المِحال معناه شديدُ العقاب...
مما قيل في ترتيب المطر في اللغة العربية
قال الثعالبي رحمه الله:
أخفُّ المطر واضعفه: الطَّـلُّ، ثم الرَّذاذ اقوى منه ثم البَغش والدَّثَّ ومثله الرَّك والرَّهمة.
وقال ايضا: أوّل المطر: دشُّ وطَـشُّ ، ثم طَـلٌّ ورذاذ. ثم نَضح ونضخ، وهو قطر بين قطرين.
ثم هَطْلٌ ثم تَهْتَان. ووابل وجَود.
وقد قيل في السحاب والمطر:
_ هل يُرتجى مطرٌ بغيرِ سحاب؟
_ وأول الغيثِ طَلٌّ ثم ينسكبُ
_سحابةُ صيفٍ عن قريبٍ تقشّعُ.
_ ومن يسدّ طريق العارض الهَطِلِ ؟
_سحاب عداني فيضهُ وهو صَيّـبُ.
_فدَرّ كما درّ السَّحاب على الرّعـدِ.
المفضلات