1- الميثاق الأول :
الذي أخذه الله عليهم حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم ثم من ظهور بعضهم بعضاً ، وهو المذكور في قوله تعالى : {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} الأعراف : 172 .
. أو {..قالوا بلى} وتكون كلمة {شهدنا} من كلام الله تعالى ، بمعنى أنه سبحانه شهد عليهم وملائكته {شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} .
2- ميثاق الفطرة :
أنه تبارك وتعالى فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول ، كما قال تعالى : {فأقم وجهك للدين حنيفاً * فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} الروم : 30.
وهو الثابت في الصحيحين في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة) ، وفي رواية : (على هذه الملة ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء) وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يقول الله تعالى : إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم) .
3- الميثاق الثالث:
وهو ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب تجديداً للميثاق الأول، وتذكيراً به {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} النساء : 165.
فالحجة قائمة على بني آدم بإرسال الرسل الذين ذكروا بذلك الميثاق لا بالميثاق نفسه إذ ذاك فهم لا يذكرونه ، فكيف يحتج سبحانه على أحد بشيء لا يذكره . وقد أيد الله رسله بالمعجزات والبراهين على صدقهم فمن أدرك هذا الميثاق وهو باق على فطرته قبله وقام به دون تردد ، ومن كان قد انحرف عن فطرته فتلك المعجزات والبراهين مع الرسل، وما لديهم من إقناع فيها الحجة الكافية عليهم إن لم يؤمنوا ، فمن وفى بالميثاق دخل الجنة وإلاّ فالنار أولى به . وأما من لم يدرك الميثاق بأن مات صغيراً قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع أبائهم ، وإن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كان عاملاً لو أدركه كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين فقال - صلى الله عليه وسلم - : (الله تعالى إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين)
هذا وقد خص النبيون بميثاق رابع ، وهو المذكور في قوله تعالى {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم} الأحزاب : 7.
وهو ميثاق أخذ عليهم بعد إرسالهم ،
وهو يتضمن ثلاثة أشياء :
1-إقامة دينه تعالى وإبلاغ رسالته .
2-أن يؤمن كل نبي بمن بعده ولا يمنعه مكانه وما معه من الكتاب والحكمة من الإيمان بمن بعده ونصرته .
3-الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - إن أدركوه ، ووصية أمتهم بالإيمان به إن أدركوه .
وهذا الميثاق هو نفسه المذكور في قوله تعالى : {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ...) آل عمران : 81 .
المفضلات