الأمام أبوحنيفة (الإمام الأعظم)_(إمام الأئمة)
اسمه:النعمان بن ثابت المزربان ,فارسي الأصل ويعد الإمام الأول من الأئمة الأربعة : مالك ,والشافعي, وأحمد بن حنبل.
وقد قيل ينبغي لكل مسلم أن يدعو في صلاته لأبوحنيفة لأنه صاحب أول مدرسة في الفقه وأول من نبه إلى علم الإستنباط من القرآن الكريم والسنة النبوية.
ولد أبو حنيفة في الكوفة وكانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية في عهد سيدنا علي بن أبي طالب وقد اختارها سيدنا علي ليكون قريبا من المشاكل التي كانت تعاني منها فيسهل ذلك عليه حلها.

شخصية الإمام أبو حنيفة:
كان يحب أن يأخذ الأمور بشكل علمي وقد قرر النجاح في الحياة وكان يشتغل في التجارة فتعلمها على يد أفضل معلم في هذا المجال وطور محله وأصبح أكبر محل قماش في الكوفة ولم يعارض والده هذا التطور بل تعايش معه وقد قال له : افعل ماتراه وأنا معك.
ولم توجب عليه الزكاة لكثرة إنفاقه فقد كان دخله يقدر بمئتين ألف درهم وكان يصرف منها 4000 درهم فقط. وشجعه على تلقي العلم رجل يسمى الشعبي والذي رأى فيه يقظة وهمة وحركة وذكاء لاتشبعها التجارة وحدها فانصرف إلى تعلم الفقه على يد أستاذه حماد بن أبي سليمان بعد ان استشار ذوي الخبرة .
وقد كان يتعلم في اليوم الواحد 3 مسائل وقد استمر في تلقي العلم من حماد لمدة18 عام ,ولم يكتف بأستاذه حماد بل أضاف إليه جعفر الصادق وهو مؤسس الفقه الشيعي وقد أذن له حماد بذلك.
وفي يوم نازعته نفسه على رئاسة الحلقة ولمادخل المسجد رأى أستاذه حماد في حلقته فمااستطاع أن ينفصل عنه وجلس بين يديه وليس بجانبه لتلقي العلم وفي ذات اليوم جاء خبرلأستاذه حماد بأن له إرث تركه قريب له توفى في بلدة أخرى فجعل أبوحنيفة يرأس حلقته لمدة شهرين فواجهته مسائل جديدة غير التي تعلمها فلم يستطع حلها وبلغت 60 مسألة وحمد الله أنه لم ينفصل عن حلقة أستاذه حماد. ومن شدة وفاء أبو حنيفة لإستاذه أسمى ابنه حماد ولم يكن يجرؤعلى أن يمد قدميه في اتجاه منزل معلمه.
وعندما بلغ أبو حنيفة 40 سنة أنشأ حلقة وقد قرر أن يكون فيها العمل جماعي لافردي والدليل أنه لايوجد كتاب اسمه فقه أبوحنيفة ولكن فقه المدرسة,وبذلك يعد أبوحنيفة أول من وضع أصول البحث العلمي وذلك ابتداءا بتحديد المشكلة ثم وضع الفروض وأخيرا إيجاد الحلول لهذه المشكلة.وأبو يوسف يعد تلميذه الأول والذي سيصبح قاضي القضاة فيما بعد وقد نازعته نفسه هو أيضا على رئاسة الحلقة وفعلا أنشأ حلقة أخرى وانفصل عن معلمه أبوحنيفة ولكن أبو حنيفة احتوى هذا الأمر وأرسل إليه رجل يسأله سؤالا في مهنته ولم يستطع حله فرجع إلى أبوحنيفة ولم يحرجه بل قام إليه وأخبره بحلها ثم قال أبو حنيفة: من ظن أنه يستغني عن العمل مع الناس فليبك على نفسه.

الدروس المستفادة:
1- أن نتقبل بعضنا البعض في المجتمع الواحد والمنزل الواحد ونحاول أن نتعايش مع أنفسنا ومع محيطنا.