موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
لنتعلم الايجابية من حياة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
اخواني واخواتي من يتأمل حياة الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين يجد العجب العجاب بذل وعطاء وعبادة وصلاة وحب للخير
بذلوا النفس والأموال والأولاد في سبيل الله راضية بها نفوسهم كيف لا وهم قد تربوا على يدي الحبيب صلى الله عليهم وسلم
وما الصحابة إلا قبس من مشكاته صلى الله عليه وسلم .
بعد أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة بدأ الصحابة بالهجرة فرارا بدينهم من كفار قريش وكل حسب طاقته وطريقته
امثالا لأمره صلى الله عليه وسلم
خرج صهيب الرومي رضي الله عنه فخرج اثره مجموعة من كفار قريش فلما أحس بهم أخرج سهامه وخاطبهم قائلا لهم ـ فيما معنى الرواية -
أما انكم لتعلمون أني من أمهركم في الرمي ولن يصلني أحد منكم إلا وقد رميته بسهم ولكن ان أردتم مالي فمالي فمالي في مكان كذا في موضع كذا
فتركوه ومضى في طريق هجرته حتى قدم الى النبي صلى الله عليه وسلم فابتدره قائلا : ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى
ولك ان تتامل هو يعلم أن قريش لا هم لهم إلا المال فاعطاهم اياه دون تردد والعجب ايضا أنهم لم يستحلفوه ولم يكذبوه بل صدقوه من اول كلامه
وهو ايضا رضي الله عنه لم يكذب في كلامه وكان بامكانه ان يواري بالكلام لكن صدق ليثبت لهم أن الدنيا بأسرها لا تساوي شيئا في سبيل الدين
صحابي آخر وهو أبو الدحداح - رضي الله عنهم اجمعين - عندما سمع قوله تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )
استشعر هذه الآية وجاشت في نفسه بالاجر الذي فيها وكان له حائطان ( اي مزرعتان ) في احدهم فقط 600 نخلة
فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه اقرض حائطه لله فبارك النبي صلى الله عليه وسلم صنعته فخرج مسرعا إلى حائطه وكانت فيه أم الدحداح رضي الله عنها وأولاده .
فناداها وهو يحث الخطى نحوهم لم بنتظر حتى ياتيها ويسلم عليها ويمهد لها الموضوع بل منذ ان أقبل عليهم من بعيد وهو ينادي يا أم الدحداح ..يا أم الدحداح .. فما ان سمعت صوته إلا وأسرعت باجابته تلهفا وشوقا لما عنده لبيك يا أبا الدحداح - ولكم أن تقفوا عند جوابها رضي الله عنها -
فاجابها سريعا اخرجوا من هذا الحائط فلم يعد لنا فقد أقرضته الله فاستبشرت على الفور وأثنت على زوجها في الحال وقلبها فرح بهذا البيع ولما يرجونه من الله
فجمعت اولادها وكان بيدي احدهم تمره فاخذتها منه والقتها في الأرض لأن تللك التمرة الصغيرة لم تعد ملكهم فخرجوا مسرورين بما انعم الله عليهم من فضله
ما توانت او صرخت او احتجت بل تسليم كامل عن حب وطاعة
وكانت حياة الصحابة اجمعين في غاية الايجابية اتعلمون لماذا لأنهم ببساطه عرفوا هدفهم في الحياة وسعوا لتحقيقه - فهلا تعلمنا منهم هذه الايجابية .
المفضلات