أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    36

    Thumbs up بحث عن إعادة التأطير و تطبيقات في التاريخ الإسلامي

    بحث عن إعادة التأطير و تطبيقات في التاريخ الإسلامي

    الجزء الأول

    سعت البشرية سعيا حثيثا وراء إضفاء المعنى على الأشياء، إن الأحداث تقع لكنها لا تكتسب أهمية تذكر إلا إذا أضفينا عليها معانيها، وربطناها ببقية حياتنا، وقيّمنا تلك النتائج المترتبة عليها، إننا نتعرف على معاني الأشياء من خلال ثقافتنا وتربيتنا الفردية، حيث إن تنشئة كل فرد تختلف عن الآخر
    ليس لأي شيء معنى في الوجود إلا المعنى الذي أعطيه إياه

    الإطار Frames

    الإطار هو السياق أو الطريقة التي يتم بها الإدراك، و هي عملية ادارك الأشياء و المصطلحات في سياق ما بحيث يتم إدراكها بمعنى ما وفق هذا السياق.
    يمكن القول أن الإطار هو الاستجابة الأولية التي ندرك بها الأشياء و المعاني والمصطلحات، أو هي الاستجابة المباشرة أو التلقائية التي تم بها هذا الإدراك دون تفكير (لا وعي) وذلك ضمن السياق الواردة فيه هذه المعاني والمصطلحات.
    حين تكون في انتظار أحد الضيوف المرحب بهم، فستتوقع أو –تضع في إطار – دقات على الباب، و هي مختلفة بالطبع عن تلك الدقات على بابك في ساعات الليل المتأخرة حين لا تكون متوقعا أي زائر.إن إطارك المرجعي يختلف، و بالتالي يختلف المعنى، وتغيير المعنى مؤداه تغيير تأثيرات الاتصال و السلوك أو الحدث.

    التأطير Framing

    إن التأطير في البرمجة اللغوية العصبية هي كلمة تشير إلى الطريقة التي نضع بها الأشياء في سياقات و أطر مختلفة، وذلك كي نضفي معاني جديدة مختلفة عليها، أي ما نجعله مهما في تلك اللحظة.
    بمعنى آخر التأطير : هي التعليق أو الإلصاق، أي وضع الأشياء في سياق (إطار) بحيث يمكن فهمها في هذا السياق.

    إعادة التأطير Re Framing

    تعتمد فكرة إعادة التأطير على إيجاد معلومات يصبح فيها للإطار السلبي معنى ايجابي (أو سياق ايجابي) والعكس بالعكس، وذلك من خلال تغيير مواقع الإدراك الزمانية و المكانية والمنطقية المختلفة
    في كل المواقف يمكنك استخدام إعادة التأطير أو إعادة تشكيل الإطار، وعلى الرغم من أنها بالضرورة عملية عقلية، إلا أنها يمكن أن تظهر نتائجها على السلوك بشكل فوري. قد تجد صعوبة في تغيير سلوك شخص آخر أو حتى سلوكك أنت. ولكن يمكنك دائما تغيير أسلوب تفكيرك و طريقة رؤيتك للأشياء من حولك، حتى ولو بقدر ضئيل في كل مرة، إن إعادة التأطير تغير من الطريقة التي تشعر بها و من ثم تغير الطريقة التي تعمل بها.
    إن عملية إعادة تشكيل الإطارات (إعادة التأطير) تعطي نتائج سريعة، ولذلك حققت شعبية بين ممارسي منهج البرمجة النفسية اللغوية، حيث أن لها عدة تطبيقات في مجال الأعمال و التطوير الذاتي والتواصل والعلاج. كما تقدم أداة قوية في مجال حل المشكلات، وذلك من خلال عدة تقنيات مبنية على المبدأ البسيط (تغيير الإطار)، و تستخدم أيضا في استثارة ما يطلق عليه الفكر الموازي أو التفكير خارج الصندوق. أما في المواقف الصراعية فإن إعادة التأطير يكون لها تأثير كبير جدا أقوى من جهود الإقناع أو الجدال.
    هل يمكن أن نقوم برسم أربعة خطوط مستقيمة و متصلة بحيث تمر من كافة النقاط أدناه؟

    . . .
    . . .
    . . .



    كلما كان تفكيرك منصبا في إطار واحد وهو إطار المربع الذي يحوي هذه النقاط التسع فإنك لن تصل إلى الحل مهما فكرت، قم بتغيير إطار الشكل الذي سيتشكل منه بعد إيصال النقاط فلربما تصل إلى نتيجة أفضل.

    إعادة تأطير المحتوى وإعادة تأطير السياق

    يمكن لعملية إعادة التأطير التأثير على السياق بالنسبة لأي موقف، فعلى سبيل المثال : يمكنك تغيير المكان أو الزمان، فكر فقط في سياق آخر يجعل السلوك ايجابيا أو مفيدا، وأين يمكن أن يبدو نفس هذا السلوك؟ ولكن بإضاءة مختلفة.
    عند إعادة تأطير السياق يتغير السياق ويبقى نفس المعنى.
    تعيرنا أن قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل
    يمكنك أيضا تغيير المضمون أو المحتوى الخاص بأي موقف، مثال : يمكنك تغيير سلوك أو ظروف محيطة، أو ببساطة إعطاء معنى مختلف لشيء ما.
    هنا يتغير المعنى و يبقى السياق نفسه
    ظهرت الفتنة بين الناس (إطار سلبي).
    إذا أراد الله أن يقمع فتنة أظهرها (إعادة تأطير للمعنى)

    حل تمرين تغيير الإطار
    بعد أن خرجنا عن نمط الشكل المربع وتجاوزناه حصلنا على النتيجة المطلوبة
    هكذا هي الأحداث والسلوكيات إذا قمنا بإعادة تأطيرها في سياق آخر أو أعطيناه معنى آخر فان استجابتنا لها ستتغير و يتغير السلوك الناجم عنه تلقائيا، ويمكن الاستفادة منها في التحكم بالحالة الذهنية لنا و كذلك تحسين العلاقات.
    تخيل أن ابنك المراهق عائد إلى المنزل متأخرا عن الموعد المتوقع، إن مشاعرك و سلوكك طوال فترة انتظارك تعتمد على الكيفية التي (تؤطر) بها الموقف.هل تعرض لحادث؟ هل يعصي أوامرك متعمدا؟ هل حاول الاتصال تلفونيا؟ إن إعادة تأطير هذا الموقف ليس لها حدود. ويمكنك أن تختار الكيفية التي تترجم بها الموقف. إن الطريقة التي (تؤطر) بها الأشياء تؤثر على سلوكك، وعلى ضغط الدم، وعلى صحتك في المدى الطويل.
    يمكنك إعادة تأطير السلوك السلبي المشحون بمشاعر غير سارة إلى سلوك هادف و مفيد، فبمجرد تأمل الاختيارات المتاحة يمكن أن ينقلك إلى حالة ذهنية أفضل للتعامل مع الموقف أو لاتخاذ قرار. إن إعادة التأطير يمكن أن تحل مشاكل رئيسية بصورة قد يظن معها أن الحلول هبطت فجأة بمعجزة. في كل الحالات وجه اهتمامك لإيجاد الاختيارات، ودع الاختيارات بدورها تقد المصادر التي تمكنك من التجاوب بكفاءة.



    -----------------------

    إعداد الصديق المدرب المهندس سرمد محمد قسيم- العراق
    ممارس متقدم في الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية INLPTA
    ممارس متقدم في الجمعية العالمية للبرمجة اللغوية العصبية IANLP

    المصادر :
    مدخل إلى البرمجة اللغوية العصبية (جوزيف اوكونر و جون سيمور )
    البرمجة اللغوية العصبية في 21 يوما ( هاري الدر و بيؤيل هيذر)



  2. #2
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    36

    افتراضي الجزء الثاني

    بحث عن إعادة التأطير و تطبيقات في التاريخ الإسلامي


    خلاصة الموضوع اننا دائما نتعرض لمواقف و نستقبل كلاما من غيرنا، ونحن من يقرر كيف نتعامل مع ما يجري وكيف سيكون تاثير كل ذلك علينا من خلال وضعها في اطار معين نحن نحدده، فيمكننا ان نضع للحدث الواحد أي اطار نشاء فنعطي المعنى الذي نريده للحدث فتكون طبيعة الاستجابة حسب المعنى الذي تضفيناه على الحدث.

    تغيير الاطار .... تغيير المعنى .... تغيير الاستجابة .... تغيير السلوك


    نماذج من التاطير و اعادة التاطير في التاريخ الاسلامي

    بجهد قليل توصلت الى عدد من المواقف التي كان يستعمل فيها التاطير اعادة التاطير بشكل واسع، عليه فانني ساعرض هنا عددا من تلك المواقف والتي تظهر مجموعة من الاطر المختلفة التي تم استعمالها واترك الباقي لاخوتي ممن يقرؤون هذه الاسطر يكتشفونها.

    الموقف الأول

    وهو موقف الرسول  في توقيع صلح الحديبية، ويتجلى فيه اطار الحصيلة بصورة واضحة، حيث ان الرسول  حقق للمقابل حصيلته ( عدم الاعتراف بنبوة الرسول  ) مع الحفاظ على تحقيق حصيلته (الدخول الى مكة انهاء حالة الحرب كي يتمكن الرسول  من ابلاغ دعوته )، حيث جاء في سيرة ابن هشام :-
    " قال ابن إسحاق ‏:‏ قال الزهري ‏:‏ ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال ‏:‏ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ؛ قال ‏:‏ فقال سهيل ‏:‏ لا أعرف هذا ، ولكن أكتب باسمك اللهم ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ اكتب باسمك اللهم ، فكتبها ‏.
    ‏ ثم قال ‏:‏ اكتب ‏:‏ هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ؛ قال ‏:‏ فقال سهيل ‏:‏ لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ؛ قال ‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو ، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه ، وإن بيننا عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ‏.‏ "
    بهذا الشكل استعمل رسول الله اطار الحصيلة مع سهيل بن عمرو، لكن هل كان يستعمل هذا الاطار في كل المواقف؟ بالطبع لا، فعندما كان الامر يتعلق بالتنازل عن قيمة جوهرية عليا تتمثل بوحدانية الله تعالى فان الامر كان يختلف، ولم يكن الرسول  يتنازل عن حصيلته و هي الايمان بالله تعالى وحده كما هو واضح في القصة التالية المذكورة في كتاب سيرة ابن هشام:-


    الموقف الثاني

    :" قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حُدث ‏‏:‏‏ أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة ، بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، للذي كانوا قالوا له ، فأبقِ علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق ؛ قال ‏‏:‏‏ فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه ‏‏.‏‏

    قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى ثم قام ؛ فلما ولى ناداه أبو طالب ، فقال ‏‏:‏‏ أقبل يا ابن أخي ؛ قال ‏‏:‏‏ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏ اذهب يا بن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبد"
    واحيانا كانت تنزل آيات في هذا الشأن كما في سبب نزول سورة الكافرون :-
    "واعترض رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يطوف بالكعبة - فيما بلغني - الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى ، والوليد بن المغيرة ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل السهمي ، وكانوا ذوي أسنان في قومهم ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا محمد ، هلم فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد ، كنا قد أخذنا بحظنا منه ، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد ، كنت قد أخذت بحظك منه ‏‏.‏‏ فأنزل الله تعالى فيهم ‏‏:‏‏ ‏‏ «‏‏ قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ‏‏.‏‏ ولا أنتم عابدون ما أعبد ‏‏.‏‏ لكم دينكم ولي دينِ ‏‏» ‏‏ أي إن كنتم لا تعبدون الله ، إلا أن أعبد ما تعبدون ، فلا حاجة لي بذلك منكم ، لكم دينكم جميعا ، ولي ديني ‏‏.‏‏"

    الموقف الثالث

    في هذا الموقف نرى براعة الرسول  في تغيير الاطار من اطار سلبي الى اطار ايجابي، ويتضح لنا كيف ان تغيير اطار التفكير يغير من الاستجابة لدى الآخر، فقد جاء في كتاب سيرة ابن هشام بعد توزيع غنائم غزوة حنين :-
    " قال ابن هشام ‏:‏حدثني زياد بن عبدالله ،قال ‏:‏ حدثنا ابن إسحاق قال ‏:‏ وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن أبي سعيد الخدري قال ‏:‏
    لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا ، في قريش وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت منهم القالة حتى قال قائلهم ‏:‏ لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ‏.‏فدخل عليه سعد بن عبادة ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء ‏.
    ‏ قال ‏:‏ فأين أنت من ذلك يا سعد ‏؟‏ قال ‏:‏ يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي ‏.‏ قال ‏:‏ فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة ‏.‏
    قال ‏:‏ فخرج سعد ، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة ‏.‏ فجاء رجال من المهاجرين فتركهم ، فدخلوا ، وجاء آخرون فردهم.‏
    فلما اجتمعوا له أتاه سعد ، فقال ‏:‏ قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال ‏:‏
    يا معشر الأنصار ، ما قاله بلغني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ‏؟‏ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ‏!‏
    قالوا ‏:‏ بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل ‏.
    ثم قال ‏:‏ ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ‏؟
    ‏ قالوا ‏:‏ بماذا نجيبك يا رسول الله ‏؟‏ الله ولرسوله المن والفضل،‏ قال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدَّقتم ولصُدِّقتم ‏:‏ أتيتنا مكذباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك وعائلاً فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ‏.‏
    ألا ترضون يا معشر الأنصار ، أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ‏.‏ اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ‏.‏
    قال ‏:‏ فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا رضينا برسول الله قسماً وحظاً ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا ‏.‏"

    الموقف الرابع

    استعمل الرسول (ص) الاطار المفتوح في هذا الموقف حيث يفتح الباب مفتوحا للآخر كي يفهم ما يقوله رسول الله حسب خارطته :-

    " قال ابن إسحاق كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان ‏‏:‏‏ حتى وقف على شيخ من العرب ، فسأله عن قريش ، وعن محمد وأصحابه ، وما بلغه عنهم ؛ فقال الشيخ ‏‏:‏‏ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ‏؟‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ إذا أخبرتنا أخبرناك .‏‏ قال ‏‏:‏‏ أذاك بذاك ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال الشيخ ‏‏:‏‏ فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا ، فإن كان الذي أخبرني صدقني ، فهم اليوم بمكان كذا وكذا ، للمكان الذي فيه قريش ،‏‏ فلما فرغ من خبره ، قال ‏‏:‏‏ ممن أنتما ‏‏؟‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ نحن من ماء ، ثم انصرف عنه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ يقول الشيخ ‏‏:‏‏ ما من ماء ، أمن ماء العراق ‏‏؟‏"



  3. #3
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    36

    افتراضي الجزء الأخير

    الموقف الخامس

    وهو موقف ذاك الفتى الذي اتى الرسول  يستاذنه بالزنا، فكيف استطاع الرسول  ان يغير رايه؟ فقط قام بتغيير اطار تفكيره واستعمل اطار مقارنة حيث ساله : هل ترضاه لامك؟ هل ترضاه لاختك ؟ ...

    الموقف السادس

    من الاطر التي يستعملها الرسول  هو اطار الغرابة فانه كان يداعب الصغير، ويداعب الكبير، وكان يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً، فمن مزاحه أنه قال لامرأة عجوز: العجوز لا تدخل الجنة، فبكت، وعندئذ قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم تدخلين الجنة وأنت شابة.



    الموقف السابع

    ما دمنا في اطار الغرابة، فاننا سنتحدث عن احد العلماء المسلمين، حيث كان علامة عصره و اسمه ابن سودون، عاش ابن سودون فى القرن التاسع الهجرى بمصر المملوكية.. وكان إماماً بأحد المساجد..
    بالرغم من كونه عالما و امام مسجد و شاعر لكن ذلك لم يمنع من ان يكون للمرح في حياته وجود حتى ان اشعاره تظهر فيها اطار الغرابة بشكل واضح، لكنني اختار هنا احد اشعاره التي ابدع فيها من استعمال لهذا الاطار، حيث انه كتب شعرا عن عروسه فى ليلة زفافه يقول فيها:
    فى وجهها نمش فى أذنها طرش .... فى عينها عمش للجفن قد سترا
    فى بطنها بعج فى رجلها عرج .... فى كفها فلج ما ضر لو كسرا
    فى ظهرها حدب فى قلبها كدر .... فى عمرها نوب كم قد رأت عبرا
    يا حسن قامتها العوجا إذا خطرت .... يوماً وقد سبسبت فى جيدها شعرا
    تظل تهتف بى حسنا حظيت بها .... أواه لو حاسها موت لها قبرا

    الموقف الثامن

    وهو موقف الصحابي الجليل عروة بن الزبير وكيف انه استطاع ان يتعامل مع هذا الموقف بتغيير الاطار السلبي للحدث الى اطار ايجابي :
    توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه.. على فقد ابنه أم على قطع رجله؟
    فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة.. فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت، أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي".


    الموقف التاسع

    عندما وافت المنية سيدنا بلال الحبشي هتفت زوجته :
    وامصيبتاه، لكن بلال ابى الا ان يغير لها اطار تفكيرها وقال : بل قولي وافرحتاه : غدا القى الاحبة محمدا و صحبه.


    الموقف العاشر

    اختم المواقف بموقف للخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز، عندما كان ماشيا الى المسجد في صلاة الصبح، فدهس بقدمه رجل احد الاعراب النائمين في المسجد، فقام الاعرابي وقال للخليفة عمر : اانت اعمى؟ فرد عليه الخليفة بعد غير اطار ما حدث من اطار شتيمة الى اطار سؤال : لا انا عمر ، وعندما هم احد اصحاب الخليفة بضرب الاعرابي منعه سيدنا عمر وقال له انما سالني سؤالا واجبته.

    ان المواقف في التاريخ الاسلامي كثيرة و شاهدة على اننا نحن المسلمون الرائدون في اساليب التعامل مع الناس و الاحداث بالشكل الذي يجعل من المسلم يألف و يؤلف، واذا كان هناك مجال لنا ان نبحث في تقنيات اخرى للبرمجة وتطبيقاتها في التاريخ الاسلامي فلربما نجد منها الكثير، وان ما ذكرته ليس الا غيض من فيض.
    --------------------------------------
    المصادر :

    مدخل الى البرمجة اللغوية العصبية (جوزيف اوكونر و جون سيمور )
    البرمجة اللغوية العصبية في 21 يوما ( هاري الدر و بيؤيل هيذر)
    مذكرة الممارس متقدم INLPTA
    كتاب السيرة لابن هشام
    الانترنت



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178