الأمر الخامس عشر :

وهو أمر عظيم جدا ألا وهو مداواة النفس من أراد أن يكون مفتاحا للخير فليجتهد في مداواة نفسه من أمراض القلوب وأمراض القلوب خطيرة جدا ومضرة على الإنسان غاية الضرر مثل الحسد والحقد والظغائن والغل وغير ذلك من الدفائن التي تكون في القلوب والسخائم التي تنطوي عليها القلوب فمن أراد أن يكون مفتاحا للخير فليجتهد في معالجة نفسه ومداواتها بطرد أمراض القلوب عنها مستعينا بالله تبارك وتعالى وطالبا منه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى دعوات عظيمة منها الدعاء العظيم المبارك الذي ختمه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله :" واسلل سخيمة صدورنا " . الصدور إذا كان فيها سخائم فيها أحقاد وفيها ظغائن وفيها غل كيف يكون صاحبها مفتاحا للآخرين بالخير قلبه فيه دفائن للشر وفيه خبايا شر وفيه غل وحقد فكيف ينبع من قلب هذه صفته فتح أبواب الخير للآخرين ولهذا الحاسد الممتلىء بالغل ربما تظاهر مع الآخرين بأنه مصلح وأنه مفتح لهم أبواب خير وهو يفسد خذ مثالا على ذلك إمام الحَسَدَ إبليس لما حسد أبانا آدم ماذا حصل ؟ جاءه بصورة الناصح الأمين وأخذ يغريه وأخذ يذكر له أمورا يشعره فيها بأنه ناصح وهكذا من يكون في قلبه دفائن شرأو دفائن حقد أو نحو ذلك ليس أهلا أن يكون مفتاحا للخير. بل مثل هذا سيكون مفتاحا للشر ولهذا يحتاج القلب إلى معالجة دائمة مستمرة والتماس و رجاء من الله سبحانه وتعالى أن يبعد عن القلوب وأن ينقيها من مثل هذه الأمور وفي الدعاء : اللهم آت نفوسنا تقواها زكيها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .

الأمر السادس عشر والأخير :

ختام هذه الأمور وهو جماع ما سبق بما في ذلك كله وجماعه رغبة العبد في الخيروفي نفع العباد فمتى كانت الرغبة قائمة والنية مصممة والعزم أكيد واستعان بالله في ذلك وأتى الأمور من أبوابها كان بإذن الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر .
وفي ختام هذه الكلمة أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وأسأله جلّ وعلا بأسمائه كلها وصفاته جميعها وبأنه الله الفتّاح العليم وبأنه تبارك وتعالى خير الفاتحين أسأله جلّ وعلا لي ولوالدي ولمشايخنا ولمدير الجامعة ولوكلاءه وعمداء الجامعة ووكلاءهم ولأساتذة الجامعة ولجميع منسوبيها ولطلاب الجامعة أجمعين وللحاضرين ولعموم المسلمين أن يفتح علينا أجمعين من واسع فضله وعظيم منه وجزيل عطاءه وأن يصلح لنا أجمعين ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وأسأله جلّ وعلا أن يجعلنا جميعا من مفاتيح الخير ، من مغاليق الشر وأن يهدينا وأن يهدي لنا وأن يهدي بنا وأن ييسر الهدى لنا وأسأله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرحمنا برحمته إنه تبارك وتعالى واسع الرحمة عظيم المن وأسأله جل وعلا من كل خيرخزائنه بيده وأعوذ به تبارك وتعالى من كل شرخزائنه بيده وأسأله لنا أجمعين الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل وأن يعيذنا من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل وأسأله لنا أجمعين من خير ما سأله عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأن يعيذنا أجمعين من شرما استعاذه منه عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعل كل قضاء قضاه لنا خيرا وأسأله تبارك وتعالى أن يغيث البلاد والعباد اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر وأخير دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.