عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 30
الحب في الله اكسير الحياة3
فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟
نعم
أولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحي من المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا معهم ، وبهم.
ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة وعلامة ذلك أنه يجد في قلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانه أصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت .
وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنال بهم شفاعة
وأبغض من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
ثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :
فتشعر الأخت بالتألم والحزن لما يصيب أختها من ألم ونصب، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
رابعها: سلامة الصدر :
فتحافظ على سلامة صدرها تجاه إخواتها، فتحيا ناصعة الصفحة، قلبها مشرق فياض، فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن: ( وَالَّذِين جَاءُوَا مِن بَعْدِهِم يَقُوْلُوْن رَبَّنَا اغْفِر لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِيْن سَبَقُوْنَا بِالْإِيْمَان وَلَا تَجْعَل فِي قُلُوْبِنَا غِلا لِلَّذِيْن آَمَنُوْا رَبَّنَا إِنَّك رَؤُوْف رَّحِيْم) .
وقد يتبادر لأذهاننا سؤال: وماذا عن من تهفوا إليهم قلوبنا، وتميل إليهم أرواحنا، ونرى في أعمالهم معاصي وذلات وبعدا عن طريق الله؟
إن من ارتكب معصية سرا أو علانية من المسلمين فليس علينا أن نقطع مودته تماما ونهمل أخوته، بل ننتظر توبته وأوبته، فإن أصر على ذنوبه فلنا أن نقاطعه وننبذه، أو نبقى على شيء من الود لإسداء النصيحة ومواصلة الموعظة رجاء أن يتوب، فيتوب الله عليه . قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه ، فلا تدعه لذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى.
**************
هل الأمر سهل التحقيق أم أنه يقتصر على أهل الإيمان فقط ؟
وهل يتحراه سوى أهل الإيمان؟
هل يحب في الله ويبغض في الله إلا من يحب الله ويمتلئ قلبه بالإيمان به؟
أن العلاقة بين الإيمان والحب في الله علاقة طردية متلازمة، فإذا وجد الإيمان كان الحب في الله والبغض فيه .
وإن كان هناك حب في الله وجد المسلم حلاوة الإيمان في جوفه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..
وأن يحب في الله ويبغض في الله ..
وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا" .
وقال صلى الله عليه وسلم : إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله،
أرأيت حين تعقد عقدة ويحكم شدها كيف تكون متينة ثابتة، فإن أحببت في الله المؤمنين وأبغضت في الله الفاسقين، فذلك أشد وأوثق رابطة محكمة ثابتة في إيمانك.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا:"من أحب لله، وأبغض وأعطى لله ، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" .
و إذا رسخ في فؤاده اليقين، وخالطت بشاشة الإيمان قلبه، وأحس بحلاوته في مذاقه، تراه ينظر لمن حوله بعين الله، فهو يحب لمبدأ ويكره لمبدأ، يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله .
فاستعيني بالله وجاهدي فيه لترتقي بإيمانك وتعرفي الله حق معرفته حتى تصلى لمحبته سبحانه ، فتقطفين ثمرة الحب في الله التي من شأنها سعادة الدنيا والآخرة..
ورددي دعاء داوود عليه السلام : اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك.
اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد على الظمأ.
واحفظى دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك " .
ولا تنسين أن تجعلن لي نصيبا من صالح دعاءكن
المفضلات