رواية مسلم



قال مسلم في صحيحه :



حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ،‏وزهير بن حرب ،





وإسحق بن إبراهيم ‏، ‏قال: ‏ ‏إسحق أخبرنا، ‏



‏ و قال ‏ ‏الآخران :‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ،‏عن ‏‏الأعمش ،‏إبراهيم



التيمي،‏ عن ‏ ‏الحارث بن سويد ‏،



عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال: دخلت على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو ‏‏يوعك ،‏



‏فمسسته بيدي،



فقلت: يا رسول الله إنك ‏ ‏لتوعك ‏ ‏وعكا ‏ ‏شديدًا



فقال رسولالله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ :



"‏أجل إني‏ ‏أوعك‏ ‏كما‏ ‏يوعك‏ ‏رجلان منكم"



قال :فقلت: ذلك أن لك أجرين ؟



فقال رسولالله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏" ‏أجل"



ثم قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ :



"‏مامن مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه ،



إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها "‏





صحيح مسلم /كتاب البر والصلة والآداب /


باب حتى ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض 00/حديث رقم 4663









قال المؤلف - رحمه الله تعالي-





حديث أبي سعيد وأبي هريرة 00فيهما دليل علي أن



الإنسان يكفر عنه بما يصيبه من الهم والنصب والغم

وغير ذلك،



وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالي،



يبتلي سبحانه وتعالي عبده بالمصائب



وتكون تكفيراً لسيئاته وحطا لذنوبه.



والإنسان في هذه الدنيا لا يمكن أن يبقي مسروراً دائماً،



بل هو يوماً يسر ويوماً يحزن،



ويوماً يأتيه شيء ويوماً لا يأتيه ،



فهو مصاب بمصائب في نفسه ومصائب في بدنه.



ومصائب في مجتمعه ومصائب في أهله،




ولا تحصي المصائب التي تصيب الإنسان،




ولكن المؤمن أمره كله خير،




إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له،




وإن أصابته سراء شكر فكان خير له.



فإذا أصبت بالمصيبة فلا تظن أن هذا الهم الذي يأتيك



أو هذا الألم الذي يأتيك ولو كان شوكة،



لا تظن أنه يذهب سدي،


بل ستعوض عنه خيراً منه،



ستحط عنك الذنوب كما تحط الشجرة ورقها،



وهذا من نعمة الله.



وإذا زاد الإنسان على ذلك الصبر والاحتساب،


يعني: احتساب الأجر،


كان له مع هذا أجر.



فالمصائب تكون على وجهين:




*تارة إذا أصيب الإنسان تذكر الأجر واحتسب


هذه المصيبة على الله، فيكون فيها


فائدتان: تكفير الذنوب؛ وزيادة الحسنات.





*وتارة يغفل عن هذا فيضيق صدره،




ويصيبه ضجر أو ما أشبه ذلك،


ويغفل عن نية احتساب الأجر والثواب على الله،


فيكون في ذلك تكفير لسيئاته،


إذا هو رابح على كل حال في هذه المصائب التي تأتيه.


فإما أن يربح تكفير السيئات وحط الذنوب بدون أن


يحصل له أجر؛


لأنه لم ينو شيئا ولم يصبر ولم يحتسب الأجر.


وإما أن يربح شيئين:


*تكفير السيئات،


*وحصول الثواب من الله عز وجل كما تقدم.


ولهذا ينبغي للإنسان إذا اصيب ولو بشوكة،


فليتذكر احتساب الأجر من الله على هذه المصيبة،


حتى يؤجر عليها، مع تكفيرها للذنوب.


وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالي وجوده وكرمه،


حيث يبتلي المؤمن ثم يثيبه على هذه البلوى ،


أو يكفر عنه سيئاته .

فالحمد لله رب العالمين.