تتواصل فعاليات جناحي وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب . حيث نظمت ندوة ثقافية بعنوان “الحركة الثقافية في الإمارات”، شارك فيها عدد كبير من المثقفين الإماراتيين والمصريين والعرب، وتناولت المشهد الثقافي الإماراتي وما يعتمل به من تحولات ثقافية ومنجز متعدد الروافد وأهم التجارب التي يكرس بها المبدع الإماراتي وجوداً بارزاً لنفسه في المكتبة العربية .

تناولت الندوة الحراك الثقافي المتنامي في شتى بقاع الدولة وعلى مختلف الصعد، أدار الندوة سعيد العامري رئيس قسم البرامج الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس جناح دولة الإمارات في المعرض، وشارك فيها الدكتور سيف راشد الجابري مدير إدارة البحوث في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي وممثل الإمارات بمجمع الفقه الإسلامي العالمي بجدة، والدكتور راشد المزروعي رئيس لجنة المحافظة على الشعر الشعبي في نادي تراث الإمارات، وحضرتها الدكتورة فاطمة العامري الملحق الثقافي في سفارة الإمارات بالقاهرة، وعدد كبير من الطلاب الإماراتيين المبتعثين للدراسة بالقاهرة .

وقال العامري إن حرص جناح وزارة الثقافة على تقديم عدد من الندوات الثقافية والشعرية والفكرية خلال أيام المعرض يهدف إلى لفت الأنظار إلى الحركة الثقافية في الإمارات وأهم رموزها وروافدها وخصوصيتها، كما ترمي إلى الاندماج مع المشهد الثقافي العربي بشكل عام، مشيراً إلى اهتمام عدد غير قليل من المثقفين العرب بمتابعة الندوات والمشاركة بمداخلاتهم واستفساراتهم حول معالم الحركة الثقافية، وطالب بعض المثقفين العرب بالتواصل مع أدباء وشعراء الإمارات سواء من خلال النشر أو تبادل الرؤى والأفكار .

وأضاف أن الحضور المكثف لكافة الهيئات والمؤسسات الثقافية الإماراتية أضفى زخماً كبيراً على الندوة، حيث تناول المشاركون الحركة الثقافية كل منهم من منظوره الخاص الذي يصب في النهاية إلى توصيل رسالة إلى المثقف العربي بتعددية المشهد الثقافي الإماراتي .

وأبدى العامري تقديره للحضور الإماراتي الرسمي والطلابي الزائر للجناح مؤكداً أنها لفتة طيبة تدل على مدى اعتزاز هؤلاء الطلاب بوطنهم وهويتهم .

من جانب اخر لا يزال جناحا الإمارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب يحظيان بإقبال جماهيري كبير من رواد المعرض في نسخته الثانية والأربعين، سواء كان ذلك في جناح البيع المجاور للمقهى الثقافي، أو الآخر للعرض في صالة ،15 وهي الصالة التي تضم العديد من أجنحة الدول العربية والأجنبية، ويلاحظ الزائر تنوع الإصدارات التي تشارك بها الإمارات، حيث تمتاز بتنوع مضامينها، نتيجة لما تعرضه من أعمال تتسم بالمحتوى الجيد والطباعة المبهرة .

وتؤكد سامية مسعود، باحثة وكاتبة مصرية، أنها حرصت خلال زيارة المعرض على تفقد جناحي الإمارات، سواء كان البيع أو العرض، في ظل حرصها الدائم على متابعة مقتنيات المعرض من كل عام، وخاصة من دولة الإمارات .

وتشير مسعود إلى أنها وجدت في الجناحين، وخاصة جناح البيع ما يلزم لها من مطبوعات لاستكمال مسيرتها في الدراسات التاريخية، وهي الكتب التي تجدها في جناح الإمارات، الأمر الذي يحقق لها مساعدة كبيرة في بحثها العلمي .

أما تسنيم عوض (طالبة مصرية) فتشير إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي تزور فيها جناح الإمارات للعام الثاني على التوالي، خاصة بعد حالة الزخم الهائل الذي لاحظته في المشاركة الإماراتية في المعرض، عندما حلت ضيف شرف المعرض في دورته العام قبل الماضي .

وتقول عوض: إن هناك إصدارات عديدة لاحظتها في أثناء زيارتها لجناحي الإمارات، منها الكتب المعنية بالتراث، نظراً لاهتمامها بهذا الجانب من الكتب والمؤلفات .

أحمد حمدي (طبيب سعودي) يؤكد أنه حرص على أن يتجول في الجناحين الإماراتيين حيث يهتم بالقراءة عن تاريخ الدولة ورموزها ويقتني في الوقت نفسه لإصدارات التي ترصد مسيرة الاتحاد، ودور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان”، رحمه الله، فضلا عن القراءة في سير حكام الإمارات .

الأطفال والصبية كان لهم دور أيضا ونصيب من هذه الزيارة، حيث يؤكد كثير منهم حرصهم على تفقد إحدى دور النشر الخاصة التابعة للدولة، وتشارك في معرض هذا العام، وتقدم وسائل إيضاح لروادها .

وهنا يؤكد مصطفى الضامن، طالب بالصف الثالث الإعدادي، أنه حرص على شراء العديد من وسائل الإيضاح والألعاب من أجنحة الإمارات، وأنه أعجبه فيها جودة المحتوى، بالإضافة إلى إخراجها بشكل فني رائع .

ويقول: إنه يحب كثيرا مثل هذه الوسائل، بالإضافة إلى القصص التي يقدمها الجناح، بشكل يفوق الأجنحة العربية الأخرى، ولذلك كان حريصا على الشراء من جناح الإمارات، التي تربطه بها ذكريات وحكايات كثيرة، نظراً لما يقصه عليه من تاريخها وتطورها أقرباؤه من الأعمام، الذين يعملون في الدولة .

ومن جانبها تكشف آلاء حسن، خريجة كلية تربية، قسم الفلسفة، أنها أعجبت بما شاهدته في جناح الإمارات، سواء كان البيع أو العرض، وتعد هذه المرة الأولى التي تزور فيها الجناح، وأنها ستحرص على زيارته في الأعوام المقبلة .

وتقول حسن: لم أكن أتصور أن الجناح الإماراتي بهذا الشكل والمضمون، من حيث الإصدارات المختلفة، التي تعكس حالة ومستوى الثقافة الإماراتية .

أما محمد جمال، طالب في كلية الهندسة بجامعة حلوان، فيؤكد أنه على الرغم من أن الجناح لم يتعرض للكتب العلمية البحتة، إلا أنه وجد فيه ضالته من الكتب الإبداعية، وتحديداً الأدبية والتراثية، التي يمكن أن تثير فضوله واهتمامه، في ما يتعلق بهذا الأمر .

المصدر : جريدة الخليج