تحول معرض بيروت العربي والدولي للكتاب، كعادته كل سنة إلى تظاهرة ثقافية مهمة ومستقطبة، بعد سلسلة من الاستحقاقات السياسية التي شغلت اللبنانيين والعرب والعالم. هذا الموعد الثقافي، كان هو الأول على جدول الأعمال بعد تشكيل الحكومة اللبنانية ونيلها الثقة، فقد توجه رئيس مجلس الوزراء سعد رفيق الحريري من المجلس النيابي مباشرة إلى مركز البيال لافتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته 53. وتنعقد هذه الدورة بعد أن توّجت بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009. وقد تم الافتتاح بحضور عدد من الشخصيات الثقافية السياسية والدبلوماسية.

قال الرئيس الحريري في كلمته: أنتم تصنعون كل عام من بيروت عاصمة للكتاب والإبداع والثقافة والإنتاج الأدبي والفكري، ولفت إلى أن لبنان يدخل في مرحلة جديدة ونريد أن تكتمل فيها عناصر الاستقرار السياسي والأمني والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وان الفعل الحقيقي للحوار هو هذه المساحة التي لا نراها فقط لبيع الكتب والمنشورات بل للتواصل والتطور في حياتنا اليوم، فأنتم المنارة، والإبداع والفكر للوطن العربي أجمع. دقت الساعة ليتدافع الناس صغاراً و كباراً عند دخولهم مركز بيال صاحب الحركة والنشاط الثقافي والعلمي الدائم. شارك في المعرض 150 داراً لبنانية وعربية، وشهد فعاليات ثقافية وقراءات شعرية وندوات نقاشية بالإضافة إلي أنشطة للأطفال الهدف منها إفساح المجال أمامهم للتعبير عن مواهبهم.
وبرز في المعرض جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في تصميمه وتنظيمه واستقبال المشرفين والقيمين عليه في توصيل المعلومات وفي عرض المنتجات الثقافية التي جندت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع طاقاتها ودعواتها للأمسيات الشعرية والمحاضرات والمؤتمرات والتعريف بالحراك الثقافي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك لفتت أجنحة كثيرة لدور النشر من كافة أقطار العالم العربي بما فيها السعودية بجناحها أيضاً المميز والذي وقع فيه سفير المملكة علي بن سعيد عواض عسيري كتابه عن مكافحة الإرهاب ودور السعودية في الحرب على الإرهاب. ويتناول كتاب عسيري وهو باللغة الإنكليزية مسألة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي حدثت بعد 11 سبتمبر، مؤكدا فيه أن الإرهاب لا دين له وملقياً الضوء على استراتيجية السعودية في ردع الإرهاب.


وقال الوزير اللبناني غازي العريضي إن المعرض يؤكد أن بيروت عاصمة النشر والطباعة وهذا هو الدليل الذي يختزن ويختصر كل شيء.

أما الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو فقال إن المعرض يمتاز هذه السنة بضيوفه العرب أكثر من السنوات السابقة وأن هناك تطوراً حيث ازدادت حركة النشاطات والتواقيع والكثافة اليومية والحضور المميز لدولة الإمارات والمؤسسات الخاصة والمؤسسات ذات الطابع الحكومي من معرض دبي ومعرض الشارقة ومعرض أبوظبي وغير ذلك.. وهذا دليل على الثقة ببيروت وحركة النشر. كما وتقول مساعدة مدير عام المشاريع في دار العلم للملايين غصون مقبل عن حضور دور النشر في معرض بيروت: إننا نعمل بكل ما بوسعنا كدور نشر لمساعدة الرواد على التعرف على كل ما هو جديد من إصدارات ثقافية وعلمية وتربوية.
يذكر أن المعرض شهد الإعلان عن جائزة أفضل إخراج لكتاب جديد، فكانت الجائزة الأولى من نصيب كتاب “أطلس بلدان العالم” الصادر عن دار عويدات، والجائزة الثانية لكتاب “السجاد الشرقي” الصادر عن دار الساقي لحنان وإياد أبي شقرا، ونالت دار صادر الجائزة الثالثة عن كتاب “الحياة الرهبانية في لبنان من خلال علم الآثار” لمؤلفه الأب حنا صادر.

أما جائزة أفضل غلاف، فنالها محمّد وإبراهيم نصر الله عن “طيور الجزر” الصادر عن الدار العربية للعلوم - ناشرون وحصدت جائزة أفضل كتاب للأطفال إخراجاً دار كلمات (الإمارات) عن كتاب “الدجاجة باق بيق”، أما الجائزة الثانية فنالتها دار المعارف عن كتابها "أنا أرسم".


المصدر :جريدة الاتحاد
دار المعارف عن كتابها “أنا أرسم”.