استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مساء أمس الأربعاء الدكتورة رفيعة عبيد غباش الرئيس السابق لجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين لإلقاء الضوء على دور التعليم في التكامل الخليجي، انطلاقاً من تجربتها في رئاسة الجامعة لدورتين متتاليتين من 2001 إلى 2009، حيث كانت أول امرأة خليجية تشغل مثل هذا المنصب العلمي، وقدّمت المحاضرة إيمان محمد المنسقة الإعلامية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

وفي البداية أشارت الدكتورة رفيعة إلى أنها تنتمي إلى جيل تربى وتشرب تماماً رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، فيما يتعلق بالوحدة والتكامل العربي، مؤكدة أن التعليم هو الحصن المنيع من الكثير من المسائل التي تهدد الإنسان وهو العلاج للعديد من الإشكاليات المحيطة بنا.

وقالت: «إمكانية التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي غير محسوسة على مستوى الافراد، غير أن التعاون على مستوى التعليم بدأ قبل أن ينشأ مجلس التعاون عام 1981 من خلال مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي أنشئ عام 1977. والجهود المبذولة من قبل هذا المكتب متميزة لو تم تفعيلها لتغير التعليم في المنطقة وخاصة التعليم الأساسي». ورأت غباش أن التطور الكمي في التعليم هو أحد أهم إنجازات دول الخليج في البدايات، لكن فيما بعد لم يعد يعطى التعليم الميزانية الكافية، ثم بدأ الكيف يطرح تساؤلات كثيرة، وازاء النقد الموجه الى التعليم قدم المكتب العديد من الدراسات لكنها لم تصل الى الميدان.

ووجدت غباش ان التصورات التي وضعت لجامعة الخليج العربي في الثمانينات تشبه نفس التصورات التي وضعت لجامعة الملك عبدالله التي أنشئت مؤخرا، بحيث تطرح تخصصات لعلوم جديدة وتخصص لها أرضا ومباني ضخمة، غير أن أموراً بسيطة قد تحول دون تحقيق طموحات وتطلعات الشعوب، فحدوث غزو الكويت أخر دفع ميزانية الجامعة.

وتابعت: «أصحاب السمو والجلالة قادة المجلس مؤمنون بهذا التكامل لكن على مستوى التنفيذيين الامور معطلة».

ورأت غباش أن الاستقلالية المادية هي العامل الاول لإنجاح أي جامعة، حيث يترتب عليها استقلالية اقتصادية بعيدة عن البيروقراطية التي تعيق التطور.

وخلال فترة تولي الدكتورة رفيعة غباش لرئاسة الجامعة تمت زيادة أعضاء هيئة التدريس ورفع نسبة قبول الطلبة، وبالعلاقة الطيبة مع المسؤولين البحرينيين تم إلغاء ديون الجامعة في البحرين، وكذلك نجحت الجامعة على مستوى التميز حيث فازت كلية الطب كأفضل كلية طب على مستوى الوطن العربي.

ومن خلال مركز الأميرة الجوهرة بنت ابراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات التابع للجامعة تم تسجيل اكتشاف طبي جديد استغرق البحث عليه اربع سنوات، وهو اكتشاف مهم اطلق عليه «اسراء» وهو عامل مهم في علاج الايدز والسرطان.

وختمت الدكتورة رفيعة المحاضرة بقولها: «لقد دخلت تجربة رئاسة جامعة الخليج العربي وأنا غير مقتنعة بالعمل المشترك، وخرجت منها بقناعة أنه لا مخرج من أزماتنا إلا بالتعاون المشترك».



المصدر : جريدة الاتحاد