خواطر حول دورة المدرب المعتمد في قطر ..

[أسامة جاسر الأغا]

خواطر حول دورة المدرب المعتمد

في بدايات شهر أكتوبر الماضي 2008 ميلادي ، اطلعت على (بروشور) فخم يعلن عن دورة تدريبية بعنوان (المدرب المعتمد) ، وقررت وقتها أن أشترك في هذه الدورة لأنها تناسب طموحي في الرقي بنفسي كمدرب لطلاب المراحل التعليمية بعدَ أن قدمت دورات خلال السنوات الماضية في مركز القرار للتدريب والاستشارات ومركز شباب الدوحة وعدد من الأندية الرياضية والمدارس في التفوق الدراسي والإعلام والتربية والسلوك الاجتماعي وآداب اللغة العربية وغيرها من سن 6 سنوات إلى 18 سنة .

قررت أن أشترك في هذه الدورة لأنها تتناول النظام التدريبي ونظريات التعلم وفن الإلقاء والتعامل مع الجمهور وتصميم الدورات والبرامج التدريبية ولأنها ستطور فكري وثقافتي وعملي في عالم التدريب الممتع ، إضافة إلى حصولي على شهادة مدرب معتمد من مؤسسة إيلاف ترين للتدريب في بريطانيا
Illaftrain
تحت قيادة المدرب العالمي محمد بدرة والمدرب العالمي توني بيتر .

تلقيت في الدورة أكثر من 100 ساعة تدريبية وتعليمية اشتملت على اختبارات يومية .. نظرية وعملية .. وألعاب ومسابقات ومناقشات هادفة .. ودرسنا قرابة الـ 1000 صفحة بأسلوب عصري ممتع ، ولأول مرة في هذه الدورة التي أقيمت في دولٍ متعددة ينجح الجميع لأننا كنا مجموعة متماسكة ومتجانسة ومتفاهمة ، ودرسنا بإخلاص ورغبة واجتهاد .

لم نكتفِ بما كنا نأخذه من الساعات التدريبية بل كنا ندرس يومياً عدة ساعات وكأننا عدنا أكثر من 30 سنة إلى الوراء طلاباً ندرس ونتنافس بشرف .

- تعلمنا في الدورة الخطوات التسع للتعلم (جانج) وهي جذب الانتباه والإخبار بالأهداف والتذكير بالدروس والمعلومات السابقة وعرض المضمون وتقديم الإرشادات والمراجع ثم استنباط الأداء وتقديم التعليقات وتقييم الأداء وأخيراً تعزيز الحفظ والنقل.

- تعلمنا فن الإلقاء والاهتمام بالمظهر والوقوف وتعابير الوجه والاتصال البصري والحركة والإيماءات ومعدل سرعة الصوت وحجمه وطبقته والنطق واللفظ إضافة إلى مخطط الإلقاء والمقدمة والمتن والخاتمة .. تعلمنا وتدربنا على الإلقاء ومواجهة الجمهور يومياً بشكلٍ ممتع وطريف .

- تعلمنا تصميم النظام التدريبي من تحليل وتصميم وتطوير وتنفيذ وتقييم .

- تعلمنا تصنيف (بلوم) التعليمي من معرفة وقيم ومهارات ، ودورة (كولب) من تجربة مجردة ثم ملاحظة متأملة ثم تحديد المفاهيم المجردة ثم التجريب العملي ، والشخصيات التباعدية والاستيعابية والتقاربية والتواؤمية .

- تعلمنا أنه ليس مهماً ما نقوله وما نفعله كمعلمين بقدر ما يقوله ويفعله المتعلم .

- تعلمنا أن نتعلم كالأطفال بحرية ومرونة ، وأن التعلم إبداع ، وأن التغيير مطلوب للارتقاء نحو الأسمى والأفضل .

- تعلمنا كيف نصبر .. كيف نتعاون .. كيف نتنافس بشرف .. كيف نتعامل مع بعضنا البعض .. كيف نحب .. كيف نعبر .. كيف نبدع .. كيف نتطور .

- تعلمت أن الذي يريد أن يطور نفسه بالتغيير الإيجابي عليه أن يضحي بوقته وجهده وماله .

- تعلمت الكثير الكثير .. فانتظروا مني مقالات وخواطر ومشاركات قادمة تدور حول عالم التدريب الذي يرتبط من قريب أو بعيد بالإدارة والإعلام والتربية والتعليم والفكر والثقافة والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع .. آملاً من القراء الأعزاء الذين يتفاعلون مع أفكاري وخواطري ومشاركاتي أن يقدموا لي النصائح والإرشادات الإيجابية وفق قاعدة النقد البناء التي تعلمناها في الدورة حيث البدء بنقطة إيجابية ثم ذكر بعض السلبيات مع وضع الحل والعلاج بأسلوب راق وصادق وهادف وواضح ثم الانتهاء بنقطة إيجابية .

أتمنى للجميع التوفيق وأنصحكم بالحرص على أخذ دورات في عالم التدريب مع مدربين عالميين مهما كلف ذلك من وقت ومال وجهد .. استمتعوا بأدائكم اليومي وكونوا طموحين دائماً .

أسامة جاسر الأغا

[أحمد الخطيب]

الأخ العزيز الأستاذ أسامة:
مبروك لك و لكل المشاركين( مدربين و متدربين) المشاركة في هذه الدورة الرائعة، و لكنني أرغب في التنويه الى أن أكثر مالفت انتباهي في خاطرتك هذه، كلمتك الجميلة"تعلمنا أن" و "تعلمنا كيف" لأن فيها رسالة بسيطة و لكن قوية جداً بقدر مصداقيتها و دلالتها على حبك و تقديرك للعلم و التعلم، "تعلمنا أن" تعني بأن ما علينا أن نتعلمه هو أكثر بكثير مما تعلمناه، و "تعلمنا كيف" تعني بأن مانتعلمه لا يكفي دون تطبيق و توظيف، و هذا ما أدى الى تقدم الغرب، و هو أحد أهم متطلبات نهضة أمتنا التي طال سباتها، و لكن يبقى لنا الأمل بالله عز و جل و بجهود الصادقين و الغيورين من أمثالك يا أستاذ أسامة ممن يتعلمون من المهد الى اللحد.
تهانينا الحارة، و بانتظار مشاركاتك الغنية باذن الله.

[أسامة جاسر الأغا]

أشكرك يا أستاذ أحمد على تهنئتك وعلى ثقتك بي كما أشكرك على تعليقك الرائع .

أنا سعيد جداً لأنني تلقيت هذه الرسالة من مدربٍ قديرٍ مثلك وجزاك الله خيراً ، وأعتذر عن التأخر في الرد بسبب بدء الدراسة وأسبابٍ أخرى .

آملاً أن يستمر التواصل بيننا