عضو جديد
- معدل تقييم المستوى
- 0
المغرب - مراكش: "قصة نجاح" أول قطفة لغرس مراكش
كثيراً ما نبحث عن النتائج بعد التدريب... لأنها في حقيقة الأمر هي غاية التدريب الذي يقوم به أي مدرب... وعادة وعندما لا نصل إلى نتائج نبدأ بالبحث عن الأسباب والعقبات.. وعن مدى جدوى التدريب.... وما جدوى كل ما نقوم به نحن المدربون.... وعندما يطول الوقت دون تلمّس نتائج التدريب فيبدأ الشك يساورني بكل ما نقوم به... وأبدأ بمراجعة كل شيء... حتى إمكانية هجر هذه الحرفة... ما يبدد هذه الخواطر بين وقت وآخر هو أن تتلمس نتائج طيبة للتدريب.....
أحمد الله عزّ وجلّ فلقد وصلتني هذه الرسالة الطيبة من الأخت مليكة تبحيري والتي كان لي اللقاء بها وأخوتها في دورة مراكش الأخيرة... وتتكلم رسالتها عن قصة نجاح طيبة أود أن أشاركها مع جميع المدربين...."
محمد بدرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أستاذي المحترم محمد بدرة، لقد سعدت كثيراً بحضور دورة تدريب المدربين التي تمت بمراكش.... ولذلك أحببت أن أشارككم هذه السطور.
" كان يوم السادس عشر من سبتمبر هو أول يوم دراسي للسنة الجامعية بالنسبة للطالبات ... وعادة ما تجد الطالبات في هذا اليوم بعض الصعوبات لاستئناف الدراسة بعد العطلة... أما بالنسبة لي شخصياً فقد كان الأمر مختلفاً, كنت قد بدأت العمل منذ ما يقرب ثلاثة أسابيع بوتيرة متصاعدة ومتعبة, إلى حد الإرهاق.
وكانت لدي أول حصة من أربع ساعات بعد الظهر, في مادة منهاج البحث العلمي وهي مادة صعبة وتتطلب من الطالبات قدراً كبيراً من التركيز... بدأنا الحصة بوضع ميثاق السنة الدراسية فبدا الأمر مثيراً للاهتمام... إذ لم يكن أمراً معتاداً... بعد ذلك طلبت من المتعلمات مغادرة القاعة فبدأت بعض الهمسات والتساؤلات، والضحكات.... وخارج القاعة أخبرتهن أن الدرس سيكون عبارة عن رحلة بالقطار... ومرة أخرى بدا الأمر مثيراً... ثم دخلنا قاعة الدرس واخذ الجميع مقاعدهم وبدأت الرحلة.
وجدت من الطالبات تجاوباً كبيراً لم أعهده فيهنّ... وكنت أرى أعينهنّ متقدة ومتعطشة للمزيد... لقد تبدد كل الفتور الذي كان يبدو عليهنّ أول الحصة!... وأحيانا كنا نقوم ببعض الحركات الجسدية لتجديد النشاط...
أخر الحصة قسمت المتعلمات إلى مجموعات من اثنتين و طلبت من كل واحدة أن تشرح ما تعلمته لزميلتها ... ثم بعد ذلك وفي خمس مجموعات، قمنا بمسابقة للإجابة على أسئلة من مادة الدرس... فساد جو من المتعة و المرح داخل الفصل... وصادف في تلك اللحظة أن بدأت الأمطار تتساقط فشعرنا جميعا بإحساس جميل ينتابنا... فحمدت الله على هذه النعم... وخلال عودتي إلى البيت أحسست بارتياح عميق... نسيت معه كل متاعب يومي.
في اليوم الموالي كان موعدنا مع الحصة الثانية من نفس المادة...كانت الساعة الثامنة صباحا...وعندما وصلت إلى ساحة المبنى وجدتها فارغة تماما!!! أين الطالبات؟
عادةً ما أجدهنّ دائما هناك وهنّ يحاولنّ استغلال أخر الدقائق قبل بدئ الحصة في الحديث أو الاسترخاء ... فقلت في نفسي ربما شعرنّ بالتعب بعد اليوم الأول وقررن عدم الحضور، خاصة وأننا كنا الفصل الوحيد الذي استأنف الدراسة آخر الأسبوع أما باقي الفصول فقد اختارت أن تستأنف الأسبوع الموالي... وعند اقترابي من قاعة الدرس ...علت وجهي ابتسامة عريضة لما رأيت...لقد كان الجميع، وعلى غير عادتهن، أمام الباب ينتظرن بتشوق بدء الحصة!
فالحمد والشكر لله ..... و جزاك الله أستاذي وجميع الإخوة الكرام (الدكتورة هناء الليث والأستاذ إبراهيم تلوى والأستاذ عبد الوهاب بوجمال والأستاذ زهير الشرتي) كل خير على ما بذلتموه من جهود."
في أمان الله
مليكة تبحيري - المغرب
التعديل الأخير تم بواسطة ali ajeep ; 28-Sep-2010 الساعة 02:00 PM
المفضلات