في ضوء برامج التطوير والتنمية في قطر ، ساهمت المدربة المعتمدة من مؤسسة إيلاف ترين البريطانية الأستاذة منى السعدي في مشروع " تمكين المرأة " الذي يديره مركز الفرسان للتدريب ، والذي يهدف إلى تحقيق رؤية قطر في مجال التنمية البشرية ، و غرس قيم الثقة بالنفس والإيجابية لدى المرأة والذي يتم خلاله تنفيذ ثلاثة وعشرون دورة وبرنامج تدريبي للمرأة.
حيث شاركت الأستاذة منى السعدي في إعداد وتنفيذ دورتين وذلك خلال الأسبوع الأول من إبريل 2010 م في مدرسة الشحانية الثانوية كمقر لتنفيذ الدورات في المنطقة الغربية لقطر ، والدورات هي فن إدارة الوقت ، وفن التعامل مع الآخرين .
ففي دورة فن إدارة الوقت ، تم التركيز على أهمية الوقت واستغلاله بالطرق الأمثل ، وأن يجعل الفرد لحياته قيمة أكبر مما هي عليه الآن ، وقد كانت السمة لهذه الدورة هي التخيل لرحلة بحرية تبحر المتدربات في السفينة لتجوب الجزر والموانئ المختلفة و يتم استخراج كنوز ولآلىء من كل جزيرة ، وقد تم العثور على المفاهيم والأساسيات لإدارة الوقت والتطرق لأهم المفاهيم ومنها مفهوم الفجوة التي تنشأ عندما يكون هناك تعارض بين كيفية إنفاقنا للوقت وبين الأمور التي نشعر بأهميتها في حياتنا . ومن ثم الإنتقال إلى جزيرة أخرى تتم فيها مناقشة عوائق إدارة الوقت والتركيز على التسويف وعلاجه ، وأهمية التخطيط وتحديد الأهداف ، وتلى ذلك قيام المتدربات بتحديد أولوياتهم وكيفية التعامل مع مصفوفة الوقت وفي نهاية الدورة تكون المتدربة قد حددت رسالتها الحياتية بناء على المفاهيم والعناصر التي تم التطرق لها . ومن ضمن نماذج الرسائل الشخصية في الحياة و التي تم تدوينها من قِبل المتدربات كانت كما يلي : "هدفي التقدم في حياتي وتطوير ذاتي من خلال التعلم من كل فرصة تتاح لي ، وأن أسعى وراء العلم والتعلم ، سأبدأ بتغيير الكثير من مفاهيمي التي تعيقني ، وأكون محبة لمن حولي ، متفهمة لكل ما يطرأ لي ، سأتقن كل عمل أقوم به ، وأكون إيجابية في علاقاتي بنفسي وأسرتي وعملي و المجتمع " ، وأخيراً تم التوجه للجزيرة الأخيرة والبحث بها عن تقنيات لإدارة الوقت بفعالية .
وقد تمت الدورة بطريقة التعلم السريع والذي إتسمت بالعديد من الأنشطة والتمارين المحفزة لتحقيق أهداف الدورة . وقد أظهرت المتدربات مدى الإستفادة بعد مقارنتهن لكيفية إدارتهن للوقت قبل حضورهن للدورة وما آلت إليه أفكارهن وتغيير من حيث الإستفادة أكثر وإستغلال للوقت بصورة أمثل وخاصة بعد تحديد أهدافهن بدقة وتدوين رسالتهن الحياتية في ضوء " ما أريد وليس ما يجب " . كما إستمرت المتابعة لمعرفة أثر التدريب لهذه الدورة والتي إتضحت من التغذية الراجعة لبعض المتدربات عن مدى ارتياحن للتغيير الذي قمن به في حياتهن واستمرارهن في تطبيق التقنيات الخاصة بإدارة الوقت .
أما الدورة الثانية فهي " فن التعامل مع الآخرين" والذي استهدفت إلى التطرق لمفهوم الإتصال وقوة التواصل والتفاهم التي عادة ما تبنى على افتراضات مسبقة مؤثرة في العلاقات بين الأشخاص ، وأيضاً الإصغاء والإستماع ، والتعامل مع النقد ، وأخيراً توصيات للمزيد من الإبداع في العلاقات مع الآخرين . وركزت الأستاذة منى السعدي في هذه الدورة على الأمثلة الواقعية المختلفة لعناصر الدورة ، وكان التركيز الأكبر على طرح المتدربات أكبر كم من المواقف وتناولها في ظل أهداف الدورة ووضع الحلول وتوسيع المدارك بشكل أكبر لفهم مجريات هذه المواقف وبالتالي إنعكاسها على السلوك الذي يصدر عن الشخص ويؤدي إلى نتائج إيجابية في علاقاته . وإتسمت بيئة الدورة بتفاعل وحماس المتدربات في تحليل المواقف الحياتية التي يتعرضن لها ، وقد إتضحت التغذية الراجعة من تطبيقاتهن مباشرةوإيجاد النتائج الإيجابية للمواقف التي مررن بها . وقد نُفذت الدورة بطريقة التعلم السريع ، وركزت على خلق البيئة التي تساهم في تحقيق الأهداف المنشودة التي تؤدي إلى التطوير و التنمية البشرية في المجتمع.